وزمانه، والثانية علم اللغة، والثالثة علم الإعراب، والرابعة علم المعاني، والخامسة علم التفسير.
أقول: قدمت أولا الكلام على النزول وما يتعلق به، ومناسبة تقديمه ظاهرة، وثنيت باللغة وقدمتها على الإعراب، لأنها تبين المعنى، والاعراب فرعه ومتوقف على معرفته، وثلثت بالاعراب وقدمته على المعاني الذي هو ثمرة الإعراب، ثم تلاه المعاني، ولما انتهيت من الأدوات ذكرت المقصود بالذات من الآية وهو التفسير وبيان المراد، ثم ختمت بالنهاية وهو علم التصوف، وهذا ترتيب حسن لطيف.
وبدأ بالكلام على سبب النزول وما يتعلق به نقلا عن الواجدي، ثم تكلم عن اللغة فبين معنى النصر والبيان والمغفرة والذنب والنعمة والهدى والصراط المستقيم والعزيز. وذكر بعد ذلك ما يتعلق بالآية من جهة الإعراب، ثم ما يتعلق بها من جهة علم المعاني. ثم قال: وأما ما يتعلق بها من جهة التفسير، قوله: (إنا فتحنا)، في المراد بالفتح هنا أقوال: أحدها فتح مكة واختاره الفخر الرازى من الجميع وأبو حيان، والثاني عام الحديبية عند انفكاكه منها، والثالث قاله مجاهد فتح خيبر وفي بعض الآي ما يدل عليه، والرابع قال الضحاك: والمراد فتح اللّه بالإسلام والنبوة والدعوة بالحجة والسيف، ولا فتح أبين منه وأعظم، وهو رأس الفتوح كلها، إذ لا فتح من فتوح الاسلام إلا وهو عنه ومشتق منه. الخامس قال غيره: المراد نصر اللّه تعالى على أهل مكة بعد ان أوحي اليه: إنك تدخلها أنت وأصحابك من قابل لتطوفوا بالبيت. قوله: ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ قال ابن عباس: ما تقدم قبل النبوة وما تأخر بعدها. وقال غيره: ما وقع وما لم يقع على طريق الوعد بأنه مغفور له. وقال سفيان: ما تأخر هو ما لم يعلمه، وقال آخر: المتقدم والمتأخر معا ما كان قبل النبوة. وقال آخر تأكيد للمبالغة كما تقول: أحبك من عرفك ومن لم يعرفك. وقال آخر ما تقدم من ذنبك يعني من ذنب أبيك آدم وحواء، وما تأخر: ذنوب أمتك. وقال آخر: