كتاب شرح أبيات سيبويه (اسم الجزء: 2)

والقَذَف: البعيدة، والفرائص: جمع فريصة وهي لحمة في مرجع الكتف. وأراد أن فرائص من يسلك هذه التنوفة ترعد من الخوف فيها. وقوله: فيها ابن بجدتها، يريد: في هذه
التنوفة ابن بجدتها وزعموا أنه يعني بابن بجدتها الحرباء، ويقال للرجل المقيم بالبلد لم يبرح منه قط: ابن بجدته، ويقال للعالم بالأرض ابن بجدتها.
والصَّيْخد: الحر الشديد، ويقال: شمس صيخد إذا كانت حارة. يعني أن الحر يكاد يذيب الحرباء، واستدار: يريد علت الشمس، فصار حرها كأنه مستدير على الرؤوس، ويوفي: يشرف، والجِذم: أصل الشجرة، والجذول: جمع جِذْل وهو أيضاً الأصل من أصول الشجرة. أبرَّ على الخصوم: غلبهم، والألندد: الشديد الخصومة.
شبه الحرباء - حين ارتفع على أصل الشجرة، ومد رأسه نحو الشمس - بخصم قد غلب خصومه، فرأسه مرتفع لم يطأطئه، لأنه لم يُغلب فيطأطئ رأسه.
قال سيبويه في الأبنية: (ويكون على (يَفاعيل): في الاسم نحو: يرابيع ويعاقيب ويعاسيب، والصفة نحو: اليحاميم واليخاضير، وصفوا باليحموم كما وصفوا باليخضور).
قال غيْلان بن حُريث:
كأنهمْ للناظرِ المُتيرِ
(عَيْدانُ شطيْ دجلةَ اليَخضورِ)

الصفحة 349