كتاب شرح أبيات سيبويه (اسم الجزء: 2)

رِئمانَ أُمٍّ لبةِ التأمّمِ
الشاهد فيه على أنه قلب (اليمي) من (اليوم)، وأراد باليمي الشديد، وأخذه من لفظ اليوم، كما تقول: شغل شاغل، وداهية دهياء، يشتقون من حروف الكلمة لفظاً يجعلونه صفة لشدة الشيء المذكور أونباهتِه.
يمدح بهذا مروان بن محمد، والعَلوق: التي إذا عُطِفت على ولد غيرها، شمّته بأنفها ولم تدرّ عليه، فإن عطفتْ عليه فدرّت قيل: رئمت تَرأم، فأراد أنه تنقاد له الأمور الصعبة التي لا تنقاد لغيره، ولا يظن أنها تنقاد لأحد، كما أنّ العَلوق لا يُرجى عطفها على ولد. واللبَّة: المرأة المحبة لولدها التي لا تفارقه. يقول: إنه يسهل الأمور، وينقلها إلى ضد ما كانت عليه.

جَمَع (عُوّار) على (عواور) فحذف ولم يقلب
قال سيبويه في التصريف، قال جَندّل الطهَويّ:
غرَّكِ أن تقاربتْ أباعري
وأنْ رأيتِ الدهرَ ذا الدوائرِ
حنى عظامي وأراهُ ثاغري
(وكحَّلَ العينينِ بالعواوِرِ)
وفي شعره:
وكاحلاً عيني بالعوارِ

الصفحة 365