كتاب الأصول في النحو (اسم الجزء: 2)

الأول: من أبنية الجموع فُعْلٌ:
فُعْلٌ كسروا "فَعَل" على "فُعْل" وهو قليل قالوا: أسدٌ وأُسْدٌ, وقد جاء في "فَعَل" "فُعْل" وهو قولهم: الفَلْكُ للواحدِ وللجمع الفُلْكُ وهو اسم للجميع لا يقاس عليه, وقالوا: أركن وركْنٌ, وبعض العرب يقول: نَصَفٌ ونُصْفٌ وقد جاء في "فَعْلٍ": رَهْنٌ وَرَهَنٌ, فَفُعْل: اسم للجميع ولمتأولٍ أن يتأولَ أنَّ "فُعْل" مخفف "فُعَلٍ" وأن "فَعَل" مقصور من "فُعولٍ" وكيف كان الأمر فهو بمنزلة اسم للجمع لا يقاس عليه, وقالوا فيما أعلت عينهُ: دارٌ ودورٌ, وساقٌ وسوقٌ, ونابٌ ونيبٌ فهذا في الكثير.
الثاني: فَعَلٌ:
قالو: أَسَدٌ وأُسْدٌ, فهذا مما يدل على أن "فُعُل" في ذلك الباب مخفف من "فُعْلٍ" وكسروا "فَعِل" عليه, قالوا: نمرٌ ونُمُرٌ, قال الراجز:
فيها عَياييلُ أُسودٌ ونُمُرْ1
وهو عندي مقصور عن فُعولٍ حذفت الواو وبقيت الضمة، والذين قالوا: أُسْدٌ وفُلْكٌ ينبغي أن يكون خففوا "فُعُل" والقياس يوجب أن يكون لفظ الجمع أثقل من لفظ الواحد.
الثالث: فَعْلَةٌ:
جَمعوا "فَعُل" عليه قالوا: رَجُلٌ وثلاثةُ رَجْلَةٍ استغنوا بها عن أَرجال.
__________
1 من شواهد سيبويه 2/ 179 على جمع "نمر على نمر" كما جمع: أسد على أسد، والرجز لحكيم بن معية, راجز إسلامي معاصر للعجاج, وصف قناة نبتت في موضع محفوف بالجبال والشجر.
وانظر: المقتضب 2/ 203, والصاحبي 382, وشرح السيرافي 6/ 187, وابن يعيش 5/ 18 و10/ 92.

الصفحة 431