كتاب غاية الأماني في الرد على النبهاني (اسم الجزء: 2)

عنان الفتنة فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين.
ثم إن المنصفين من أهل العلم في كل عصر لا يحيط بهم نطاق الحصر، ونحن نذكر منهم بحض من وقفنا على قوله في شيخ الإسلام، وما رآه فيه من الأحكام، ليعلم المنصف أن مصنف "جلاء العينين" ليس بدعاً فيما صنفه حتى صار غرضاً لسهام ملام النبهاني وأمثاله من الغلاة، وفتحوا عليه أفواهاً كأفواه الكلاب عند التثاؤب، بل كم قد سبقه من إمام همام، وعلماء أعلام، وها نحن ذاكرون بحوله تعالى منهم بعض الأكابر، الذين تعقد عند ذكرهم الخناصر، ليتحلى عاطل جيد هذا الكتاب بدرر ما لهم من المناقب والمآثر، وغرر ما كانوا عليه من المفاخر، فنقول:
[ثناء القاضي نور الدين محمود بن أحمد العيني على شيخ الإسلام]
منهم قاضي القضاة نور الدين محمود بن أحمد العيني الحنفي رحمه الله؛. وهو الإمام العالم العلامة الحافظ المتقن شيخ العصر، أستاذ الدهر، محدث زمانه، المتفرد بالرواية والدراية، حجة الله على المعاندين، وآيته الكبرى على المبتدعين، شرح صحيح الإمام البخاري بشرح لم يسبق له نظير في شروحه، مع ما كان له من المصنفات المفيدة، والآثار السديدة، تولى القضاء في مصر، وبنى مدرسة عظيمة بالقرب من جامع الأزهر، وأنشأ فيها خزانة كتب وضع فيها كتباً نفيسة في فنون مختلفة، وكان مشغولاً بالتأليف والتدريس، وكانت وفاته سنة اثنتين وستين وسبعمائة للهجرة، وله غير شرح البخاري شروح على بعض المتون المشهورة، وله كتاب الطبقات في علماء الحنفية، وهو كتاب جامع لأحوالهم وتراجمهم، واختصر تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر، وله أيضاً تاريخ مفيد.

الصفحة 154