كتاب جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة الثانية
متفاوتون في الأفهام، ولذلك قال تعالى: (فَفَهَّمنَاها سليمان) (1)، ولو كان الفهم متماثلاً لما خصَّ به. وكذلك في كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في القضاء إلى أبي موسى الأشعري: "الفَهْمَ الفَهْمَ فيما أُدْلِيَ إليك" (2).
وفي الحديث الصحيح (3) عن علي رضي الله عنه: "إلاّ فهمًا يُؤتيْهِ اللهُ عبدًا في كتابه". وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه: (4) وكان أبو بكر رضي الله عنه أعلَمَنا برسولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وفي الصحيح (5)
__________
(1) سورة الأنبياء: 78.
(2) كذا في س، ع. وفي عامة المصادر: "فافهم إذا أدلي إليك". أخرجه وكيع في" أخبار القضاة" (1/ 70، 283) والدارقطني في "السنن" (4/ 207) والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/ 65، 10/ 115، 119، 135، 253) وابن حزم في "المحلى" (9/ 393) و"الإحكام في أصول الأحكام" (7/ 146) والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/ 200) وابن عبد البر في "الاستذكار" (22/ 30) من طرق عن سفيان بن عيينة عن إدريس الأودي قال: أخرج إلينا. سعيد بن أبي بردة كتابًا، فقال: "هذا كتاب عمر إلى أبي موسى. قال الألباني في "الإرواء" (8/ 241): قوله "هذا كتاب عمر" وجادة، وهي وجادة صحيحة من أصح الوجادات، وهي حجة. وصححه أحمد شاكر في تعليقه على "المحلّى" (1/ 60)، وقواه شيخ الإسلام في "منهاج السنة" (6/ 71). وله طرق أخرى ذكرها الألباني وتكلم عليها. وشرحه ابن القيم في "إعلام الموقعين" (1/ 86 إلى 2/ 165).
(3) أخرجه البخاري (111، 6903، 6915 ومواضع أخرى). ورواه أيضًا أحمد (1/ 79) والدارمي (2361) والنسائي (8/ 23) والترمذي (1412) وابن ماجه (2658).
أخرجه البخاري (466، 3654، 3904) ومسلم (2382).
أخرجه بهذا اللفظ أحمد في "مسنده" (1/ 266، 314، 328، 335) عن=