كتاب جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة الثانية

زيد رضي الله عنه على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - معروفًا بالفرائض. والحديث الذي رُوِي فيه ذلك قد رواه الترمذي عن أنس رضي الله عنه، وهو ضعيف، لم يصح فيه إلا قولُه: "لكل أمةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأمة أبو عبيدة ابن الجراِح" (1). ورُوِي بإسناد أضعف من هذا، وفيه: "وأقضاكم علي، وحبْر (2) هذه الأمة ابن عباس" (3) من حديث كوثر بن حكيم، وكوثر هذا يأتي عن نافع بما يُعلَم أنه باطل، ولا يحتج به باتفاق أهل العلم (4).
وكذلك اتباعُهم في "الجد" لقول زيد رضي الله عنه، مع أن جمهور الصحابة رضي الله عنهم على خلافه (5). فجمهور الصحابة موافقون للصديق في أن الجد كالأب، يحجُب الإخوة (6) وهذا مروي عن بضعة عشر/ [166 ب] من الصحابة رضي الله
__________
(1) أخرجه البخاري (4382، 7255) ومسلم (2419) عن أنس.
(2) في النسختين: "خير"، تصحيف.
(3) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/ 56) من طريق عبد الأعلى السامي، وابن حزم في "المحلى" (9/ 296) من طريق كوثر كلاهما عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا. وانظر "السلسلة الصحيحة" للألباني (3/ 225).
(4) انظر "الميزان" (3/ 416) و"اللسان" (4/ 490).
(5) انظر المسألة واختلاف العلماء فيها في: "الأم" (4/ 85 - 86) و"المحلى" (9/ 282 - 299) و"المبسوط" (29/ 180 - 183) و"بداية المجتهد" (2/ 259 - 260) و"المغني" (9/ 66 - 69) و"تفسير القرطبي" (5/ 68) و"الفتح" (12/ 19 - 23).
(6) أخرجه عن أبي بكر: سعيد بن منصور (3: 1/ 63، 64) وابن أبي شيبة (11/ 288 - 290) والدارقطني (4/ 93) والبيهقي (6/ 246).

الصفحة 305