كتاب فقه الأدعية والأذكار (اسم الجزء: 2)
بتحقيقه، فقد وصف بذلك سبحانه المؤمنين الصادقين وعبادَ الله الصالحين، قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 1، وقال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} 2، وقال سبحانه في وصف أهل الجنَّة عندما يدخلونها بسلام آمنين: {تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ} 3.
فالدعاء هو روحُ هذا الدِّين، وزادُ المؤمنين المتقين، وعنوانُ التذلُّل والخضوع لرب العالمين، جعلنا الله وإيَّاكم من أهله المحققين له، إنَّه سَميعٌ مجيبٌ.
__________
1 سورة السجدة، الآيتان: (16، 17) .
2 سورة الكهف، الآية: (28) .
3 سورة يونس، الآيتان: (9، 10) .
الصفحة 11