كتاب فقه الأدعية والأذكار (اسم الجزء: 2)

الخطاب رضي الله عنه، وفيه يقول: " اللَّهمَّ عَذِّب كفرةَ أهل الكتاب الذين يصدُّون عن سبيلك، ويجحدون آياتك، ويكذبون رسلَك، ويتعدَّون حدودَك ... "، إلى آخر دعائه رضي الله عنه1.
ومِن المسلمين مَن أرقهم الفقرُ، وأقعدتهم الحاجةُ، فمنهم مَن قد لا يجد لباساً يواريه، أو مسكناً يؤويه، أو طعاما يُشبعه ويغذيه، أو شراباً يرويه، بل منهم مَن أدركه حتفُه في مجاعات مهلكة، وقَحْطٍ مفجع، فهم بحاجة إلى دعوات صادقة بأن يغني الله فقيرَهم، ويُشبعَ جائعَهم، ويكسو عاريَهم، ويَسُدَّ حاجتَهم، ويكشفَ فاقتَهم، إلى غير ذلك من أنواع الاهتمام بأمور المسلمين وحبِّ الخيرِ لهم، والدعاء لهم، وذلك كلُّه منطلقٌ من الرابطة الإيمانية التي تجمعهم وتؤلف بينهم، قال الله تعالى: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} 2، وقال تعالى: {وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} 3، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحُمى "، رواه البخاري ومسلم4.
__________
1 انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (22/372 ـ 373) ، وزاد المعاد لابن القيم (1/285) .
وأثر عمر أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2/155 ـ 156) وغيره ـ مع اختلاف في اللفظ عما أورد هنا ـ وقد صحَّحه الألبانيُّ في تعليقه على صحيح ابن خزيمة، وصحَّحه قبله الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (2/150) .
2 سورة الحجرات، الآية: (10) .
3 سورة التوبة، الآية: (71) .
4 صحيح البخاري (رقم:6011) ، وصحيح مسلم (رقم:2586) .

الصفحة 226