كتاب آثار ابن باديس (اسم الجزء: 2)

عليه السلام- وهي ثلاثون آية، من الآية الخامسة عشر من سورة النمل إلى الآية الرابعة والأربعين منها.

الآية الأولى وهي: 15
الألفاظ والتراكيب:
علماً: نوعا عظيما ممتازا من العلم جمعا به بين الملك والنبوة، وقاما بأمر الحكم والهداية. وقالا: قولهما متسبب وناشيء عن العلم لكنه لو قيل فيقالا، بالفاء، أفاد أن غير القول تسبب منهما عن العلم ولما عطف بالواو على أن هنالك أعمالا كثيرة عظيمة كانت منهما في طاعة الله وشكره، ونشأت عن العلم وعليها عطف قولهما هذا. فضلنا: أعطانا ما فقنا به غيرنا. على كثير: فهنالك كثير لم يفضلا عليه ممن ساواهما أو فاقهما. من عباده المؤمنين: ففضلا بين أهل الفضل فكانا من أفضل الفاضلين وذلك بما أعطيا من النبوة وملكها.

المعنى:
يخبرنا الله تعالى عما أعطى لهذين النبيين الكريمين من هذا الخير العظيم، وعما كان منهما من الشكر له، والمعرفة بعظيم قدر عطائه. وإظهار السرور به مع الاعتراف لغيرهما بما كان من مثله أو نحوه، ومن إعلانهما ما كان لله عليهما من نعمة التفضيل العظيمة بحمده والثناء عليه.

تنويه وتأصيل:
قد ابتدىء الحديث عن هذا الملك العظيم بذكر العلم وقدمت النعمة به على سائر النعم تنويها بشأن العلم وتنبيها على أنَّه هو الأصل الذي تنبني عليه سعادة الدنيا والأخرى، وأنه هو الأساس لكل أمر من أمور الدين والدنيا. وأن الممالك انما تبني عليه وتشاد، وأن الملك

الصفحة 16