كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 2)

{وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (¬١) والأصل: وقّتت «وو يرثا» تصغير وارث كما تقول فى صالح: صويلح.

٥ - وقوله تعالى: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [٨].
قرأ حمزة والكسائىّ {عِتِيًّا} و {صِلِيًّا} (¬٢) و {جِثِيًّا} (¬٣) و «بِكيّا» (¬٤) وكذلك حفص، إلا {بُكِيًّا} فإنّه ضمّ. والباقون يضمّون كلّ ذلك، فمن كسر أوائل هذه الحروف. فلمجاورة الياء (¬٥) والأصل الضمّ؛ لأنّها جمع فاعل مثل جالس وجلوس، وكذلك صال وصلىّ والأصل/صلوى، وبكوى على وزن فعول، فانقلبت الواو ياء وأدغمت الياء فى الياء. فالتّشديد من جلل ذلك.
والأصل فى «عتيّا»: عتو؛ لأنّه من عتا يعتو، والأول من بكى يبكى. كما قال تعالى (¬٦) {وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً}.
فإن قيل لك: قيل فى هذه السّورة: «عتيّا» بالياء، ولم يقل: عتوّا بالواو؟
فالجواب فى ذلك: أنّ عتيّا جمع عات، وأصل عات: عاتو فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، فبنوا الجمع على الواحد فى قلب الواو ياء؛ لأنّ
---------------
(¬١) سورة المرسلات: آية: ١١.
(¬٢) سورة مريم: آية: ٧٠ ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا.
(¬٣) سورة مريم: آية: ٧٢ وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا.
(¬٤) سورة مريم: آية: ٥٨ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا.
(¬٥) حجة القراءات لأبى زرعة: ٤٣٩.
(¬٦) سورة الفرقان: آية: ٢١.

الصفحة 11