كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 2)

{وَسَلامٌ عَلَيْهِ} [١٥] وعيسى يسلّم على نفسه فقال: {وَالسَّلامُ عَلَيَّ} [٣٣] والأمر عندى واحد؛ لأنّ عيسى لم يسلم على نفسه فى حال البلوغ والنّطق، وإنّما أنطقه الله فى المهد صبيّا إمارة لنبوّته، وأنّه من غير فحل.

٧ - وقوله تعالى: {لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً} [١٩].
قرأ أبو عمرو وحده «إنّما أنا رسول ربّك ليهب لك» بالياء أى: ليهب الله لك؟
وقرأ الباقون: {لِأَهَبَ لَكِ} جبريل يخبر عن نفسه صلّى الله عليه وسلم؟ .
فإن قال قائل: الهبة لله تعالى فلم أخبر جبريل عن نفسه صلّى الله عليه وسلم؟ ففى ذلك قولان.
أحدهما: إنّما أنا رسول ربّك. يقول الله: «لأهب لك».
والقول الثّانى: لأهب أنا لك بأمر الله، إذ كان النافخ فى جيبها بأمر الله تعالى.
ورأيت أبا عبيد قد ضعّف قراءة أبى عمرو واختياره؛ لخلاف المصحف قال: ولو جاز لنا تغيير المصحف لجاز لنا فى كلّ ذلك.
قال أبو عبد الله: ليس هذا خلافا للمصحف؛ لأنّ حروف المدّ واللّين وذوات الهمز يحوّل بعض إلى بعض وتلين. ولا يسمّى خلافا، ألا ترى أنّ نافعا فى رواية ورش قرأ «ليلاّ يكون للنّاس» (¬١) يريد: لئلاّ، فجعل الهمزة ياء، والقراء يقرءون:
إذا وإيذا، وكذلك ورش عن نافع مثل قراءة أبى عمرو، «ليهب»،
---------------
(¬١) سورة البقرة: آية: ١٥٠، وسورة النساء: آية: ١٦٥.

الصفحة 14