كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 2)

وإنما الخلاف نحو «كالصّوف المنقوش» /و {كَالْعِهْنِ} (¬١) و «واسأل بنى إسرائيل» و {سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ} (¬٢) فأمّا التّليين فلا يسمى خلافا.

٨ - وقوله تعالى: {نَسْياً مَنْسِيًّا} [٢٣] قرأ حمزة وحفص عن عاصم {نَسْياً} بفتح النون، والباقون بالكسر. فمن فتح أراد المصدر نسيت الشّئ أنسى نسيا ونسيانا. ويقال: هذا شئ لقا-مقصور-ونسي. قال الشّاعر (¬٣): -
كأنّ لها فى الأرض نسيا تقصّه ... على أمّها وإن تحادثك تبلت
معنى تبلت أى: تعقب وتصدق. فأمّا النّسء-بالفتح والهمز- فالتأخير قرأ ابن كثير «إنّما النّسء زيادة فى الكفر» (¬٤) والنّسء: اللّبن، قال عروة بن الورد (¬٥):
بآنسة الحديث رضاب فيها ... بعيد النّوم كالعنب العصير
أطعت الآمرين بصرم سلمى ... فطاروا فى البلاد اليستعور
سقونى الخمر (¬٦) ... ثمّ تكنّفوني
عداة الله من كذب وزور
---------------
(¬١) سورة القارعة: آية: ٥.
(¬٢) سورة البقرة: آية: ٢١١.
(¬٣) البيت فى اللسان: (نسي) للشّنفرى. ويراجع: المفضليات: ١٠٩، ومجاز القرآن:
٢/ ٢٤، ومجالس ثعلب: ٣٥٣ وجمهرة ابن دريد: ١/ ٢٥٦، والمخصص: ١٤/ ٢٧ ويروى: (تخاطبك).
(¬٤) سورة التّوبة: آية: ٣٧.
(¬٥) الأبيات فى ديوان عروة بن الورد بشرح ابن السّكيت: ٥٥ - ٦٠ وأوردها ابن دحية فى تنبيه البصائر: (النّسئ). قال: «وإنّما سميت النّسئ لتأخرها فى الدّنّ حتى تطيب ... ».
(¬٦) صححت فى الهامش: «النسئ» ولم أصححها كما أراد الناسخ؛ لأنّ المؤلف أشار إلى هذه الرّواية فيما بعد. وكان عليه أن يذكر رواية (النسئ) هنا؛ لأنها محلّ الشاهد، ويشير هناك إلى هذه الرّواية.

الصفحة 15