كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 2)
١١ - وقوله تعالى: {وَأَوْصانِي/بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ} [٣١]
قرأ الكسائىّ وحده «وأوصينى» بالإمالة من أجل الياء؛ لأنّ الأصل فيه قبل الإضافة أوصى مثل أودى فلمّا أضافه إلى النّفس تركه ممالا.
وأمّا من فتح فقال: إذا قلت: أوصى ثمّ أضافه المتكلم إلى نفسه صارت الألف ياء، مثل قضى وقضيت وأوصى وأوصيت، فإذا قلت قضانى ورمانى صارت الياء ألفا فأتبعوا اللّفظ الخطّ، والكسائىّ جرى على الأصل؛ لأنّ من خالفه فى {أَوْصانِي} فقد وافقه. «قالت إحداهما» (¬١) فى الإمالة.
وحجّة الباقين أنّ {إِحْداهُما} كتب فى المصحف بالياء {وَأَوْصانِي} بالألف.
١٢ - وقوله تعالى: {ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ} [٣٤].
قرأ عاصم وابن عامر {قَوْلَ الْحَقِّ} بالنّصب جعل له مصدرا كما تقول:
قلت قولا وقلت حقّا، وقول الحقّ: قول الله تعالى. والعرب تقول: قال زيد قولا وقال قيلا وقال قالا، فيجعلون الواو ألفا. وكذلك الياء فى العيب والعاب، وفى حرف أبىّ (¬٢) «ذلك عيسى ابن مريم قال الحقّ».
والباقون يرفعون على تقدير: ذلك عيسى ابن مريم ذلك قول الحقّ مبتدأ وخبرا، فعيسى قول الله وكلمة الله، ورسول الله، وعبد الله، وروح الله؛ لأنّه
---------------
(¬١) سورة القصص: آية: ٢٦ فى الأصل: «وقالت .. ».
(¬٢) قال الحق قراءة ابن مسعود والأعمش فى تفسير الطبرى: ١٦/ ٦٣ والبحر المحيط:
٩/ ١٨٩، وقال الله الحق قراءة ابن مسعود فى الكشاف: ٢/ ٥٠٩، وقال الحق قراءة طلحة والأعمش فى البحر المحيط ٦/ ١٨٩.
الصفحة 18
673