كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 2)

فلم يصرف، كبكب: وهو اسم جبل.
وقال آخرون: «طوى» لا ينصرف؛ لأنّه معدول عن طاو مثل عامر وعمر. وليس فى كلام العرب اسم معدول من فاعل إلى فعل من ذوات الياء إلاّ هذا (¬١).والاختيار عند أكثر النّحويين ترك الصّرف، لأنّها رأس آية، وهى مع آيات غير منوّنة نحو {مُوسى} [٩] و {فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى} [١٣] وكذلك «طُوا».
وحدّثنى ابن مجاهد عن السّمّرىّ عن الفرّاء أنّ بعضهم كسر الطّاء، وأجرى «طِوًى، وأنا اخترتك».
قال أبو عبد الله: وقد روى عن عيسى بن عمر أنّه قرأ: «طاوى وأنا اخترتك» فهذه تؤيّد من زعم أنّه معدول، وهى قراءة رابعة.

٤ - وقوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ} [١٣].
قرأ حمزة وحده/ «وأنّا اخترناك» واحتجّ بما حدّثنى أحمد عن على عن أبى عبيد عن الكسائى. قال: فى حرف أبىّ (¬٢): «وإنّى اخترتك» فمن قرأ {وَأَنَا} فموضعه رفع بالابتداء، ومن قرأ «وأنّا» فالأصل: أنّنا، فالنّون والألف
---------------
-
كفى بالّذى تولينه لو تجنّبا ... شفاء لسقم بعد ما كان أشيبا
على أنّها كانت تأوّل حبّها ... تأول ربعيّ السّقاب فأصحبا
فتمّ على معشوقة لا يزيدها ... إليه بلاء الشّوق إلّا تحبّبا
وكبكب: جبل خلف عرفات مشهور إلى الآن بهذه التسمية.
وينظر: (معجم البلدان: ٤/ ٤٣٤).
(¬١) كتاب ليس لابن خالويه: ٣٢٧، وحجة القراءات لأبى زرعة: ٤٥١.
(¬٢) القراءة فى البحر المحيط: ٦/ ٢٣١.

الصفحة 30