كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 2)

قال أبو عبد الله: وإنّما قرءوا فى هذه السّورة {مِهاداً} لتوافق رءوس الآي. وهذا مذهب حسن.

٨ - وقوله تعالى: {مَكاناً سُوىً} [٥٨].
قرأ حمزة وعاصم وابن عامر (سوى) بالضّمّ.
وقرأ الباقون «(سِوى)» بالكسر، مقصورين. وهما لغتان. قال الشّاعر (¬١):
وأنّ أبانا كان حلّ ببلدة ... سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
قيس وفزر قبيلتان هاهنا، والفزر: القطيع من الشّاء، والقيس: القرد، والقيس: مصدر قاس خطاه قيسا. إذا سوّى بينهما، يقال: رأيت جارية تميس ميسا، وتقيس قيسا. تميس معناه: تبختر.
---------------
(¬١) البيت لموسى بن جابر الحنفىّ، شاعر جاهلى أدرك الإسلام يدعى «أزيرق اليمامة» و «ابن الفريعة» و «ابن ليلى» أخباره فى معجم الشعراء: ٢٨٥، والخزانة: ١/ ١٨٦. والبيت مع بيتين أوردهما أبو تمام فى الحماسة: (رواية الجواليقى) ونسبهما إلى يحيى بن منصور الذّهلىّ، قال التّبريزى فى شرح الحماسة: «قال أبو رياش: هذا غلط من أبى تمّام. يحيى بن منصور هو ذهلى، وهذه الأبيات لموسى ابن جابر الحنفىّ».
والأبيات هى:
وجدنا أبانا كان حلّ ببلدة ... سوى بين قيس قيس عيلان والفزر
فلما نأت عنّا العشيرة كلّها ... أنخنا فحالفنا السيّوف على الدّهر
فلما أسلمتنا عند يوم كريهة ... ولا نحن أغضينا الجفون على وتر
والشاهد الذى أورده المؤلف هنا عن ابن دريد أنشده ابن ريد فى الجمهرة: ٢/ ٣٢٣، ونسبه إلى جابر، وأنشده أيضا فى الاشتقاق: ٢٤٥.
والفزر: لقب لبنى سعد بن زيد مناة بن تميم. ينظر استيفاء ما قيل عن سبب تلقيبه فى كتب الأمثال حول المثل: «لا أفعل ذلك معزى الفزر» و «حتى يجتمع معزى الفزر» الأمثال لأبى عبيد:
٣٨٤، جمهرة الأمثال: ١/ ٣٦٠، والشاهد فى مجاز القرآن: ٢/ ٢٠، وشرح القصائد السبع لابن الأنبارى: ٢/ ٧٩٩، والأضداد له: ٤٢، والصحاح واللّسان: (سوى).

الصفحة 33