كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 2)

(ومن سورة العصر)
قرأ النّاس كلّهم: {وَالْعَصْرِ} [١] بإسكان الصّاد إلا سلاّما أبا المنذر فإنه قرأ (¬١) «والعَصِر» بكسر الصاد، وكأنه أراد الوقف كما قرأ أبو عمرو:
«وتواصوا بالصَّبِر» [٣] بكسر الباء، وإسكان الراء/فيما حدثنى ابن مجاهد عن سليمان أبى عبد الله عن أبى حاتم قال: قرأ أبو عمرو: «وتواصوا بالصَّبِر» بكسر الباء، وإسكان الراء، أراد: بالصبر فنقل كسرة الراء إلى الباء؛ لأن العرب لا تقف إلا على ساكن فيقولون مررت ببكر، وكنت عند عمرو، و (أضرب بالسيف ... ، ) وجانى بكر، قال الشّاعر (¬٢) :
أنا جرير كنيتى أبو عمرو ... أضرب بالسّيف وسعد فى القصر
وقال آخر (¬٣) :
علّمنا أخوالنا بنو عجل ... شرب النّبيذ واعتقالا بالرّجل
---------------
(¬١) القراءة فى تفسير الطبرى: ٢٠/ ١٨٠، والبحر المحيط: ٨/ ٥٠٩، وسلّام هو: سلام بن سليمان الطويل، أبو المنذر المزنى مولاهم البصرى ثم الكوفى، ثقة، جليل، مقرئ كبير، أخذ القراءة عرضا عن عاصم بن أبى النجود، وأبى عمرو بن العلاء ... قال ابن الجزرى: ذكره ابن حبّان فى الثقات، وقال أبو حاتم: صدوق، ولين العقيلى حديثه مات سنة إحدى وسبعين ومائة.
(غاية النهاية: ١/ ٣٠٩)
(¬٢) أنشدهما المؤلف فى إعراب ثلاثين سورة: ١٧٤، وأنشدهما ابن الأنبارى فى الإنصاف:
٧٣٣، وبعدهما:
* أجبنا وغيرة خلف السّتر*
(¬٣) أنشدهما المؤلف فى إعراب ثلاثين سورة: ١٧٤، وهما لأبى سوار الغنوىّ فى نوادر-

الصفحة 526