كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 2)

سلمة عن الفرّاء عن الكسائى، قال قد يكون الماضى حالا بغير «قد» (¬١).

١ - وقوله تعالى: {يَدا أَبِي لَهَبٍ} [١].
قرأ ابن كثير وحده: «لهْب» بإسكان الهاء.
والباقون يفتحونها فكأنّه جعلها لغة مثل وهب ووهب، ونهر ونهر، فالاختيار الفتح ليوافق رءوس الآى {الْحَطَبِ} و {مَسَدٍ} و {يَدا أَبِي لَهَبٍ}.

٢ - وقوله تعالى: {حَمّالَةَ الْحَطَبِ} [٤].
قرأ عاصم وحده: {حَمّالَةَ} بالنّصب على الشّتم والذّمّ أى: أشتم حمالة الحطب وأذمّ وأعنى، أنشدنى ابن دريد (¬٢):
سقونى الخمر ثمّ تكنّفونى ... عداة الله من كذب وزور
وقرأ الباقون بالرّفع جعلوه ابتداء وخبرا، «وامرأته حمّالةُ الحطب» أى:
هى حمالة.
وفى حرف ابن مسعود (¬٣): «ومُرَيَّتَهُ حمّالةٌ للحطب» فقيل: كانت
---------------
(¬١) هذه المسألة عدّها ابن الأنبارى فى الإنصاف: ٢٥٢، والعكبرى فى التبيين: ٣٨٦ من مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين قال ابن السّراج فى الأصول: ١/ ٢٦٢ (ط) بغداد: «فمتى رأيت فعلا ماضيا قد وقع موضع الحال فهذا تأويله، ولا بدّ أن يكون معه، «قد» إما ظاهرة أو مضمرة لتؤذن بأبتداء الفعل الذى كان متوقعا».
(¬٢) تقدم ذكره.
(¬٣) القراءة فى معانى القرآن للفراء: ٣/ ٢٩٩، والمحتسب: ٢/ ٣٧٥، والمحتسب: ٢/ ٣٧٥ والبحر المحيط:
٨/ ٥٢٥.

الصفحة 542