كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ت العثيمين (اسم الجزء: 2)

فإن سأل سائل: ما معنى قول علىّ رضى الله عنه (¬١): يا كاف ها، يا ع ص اغفر لى؟
فالجواب فى ذلك: أنّ عليّا رضى الله عنه كان يتأوّل كلّ حرف من الحروف المقطّعة اسما من أسماء الله عزّ وجلّ، فالكاف من {كهيعص} الكافى، والهاء: الهادى، والصّاد: من صادق، والعين: من عليم. كأنّه قال:
يا كافى يا هادى، يا عليم، يا صادق، ثم اجتزأ ببعض الحروف عن كلّ، كما تقول العرب: ألا تا، تريد: ألا ترحل؟ فيقول: بلى فا، أى: بلى فأفعل. قال الشّاعر: (¬٢)
ناداهم أن ألجموا ألا تا ... قول امرى للجلبات عبّا/
ثم تنادوا بعد تلك الضّوضا ... منهم بهاب وهل وبابا
ومن ذلك حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلم (¬٣): «كفى بالسّيف شا» أراد أن يقول عليه السّلام: شاهدا، ثم قال صلّى الله عليه وسلم: لولا أن يتتابع فيه الغيران والسكران».

٢ - وقوله تعالى: ص* {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيّا} [٢]
أدغم الدّال فى الذّال. أبو عمرو وحمزة، والكسائىّ. تخفيفا لقرب مخرج الدّال من الذّال.
والباقون يظهرون إذا لم يتجانسا، وليسا أختين.
وكان أبو عمرو يسكّن الرّاء من «ذكر» ويدغمها فى الراء من «رَحمة» فيقول «ذكر رَحمة ربّك».
---------------
(¬١) قول على رضى الله عنه فى زاد المسير: ٥/ ٢٠٥.
(¬٢) شرح شواهد الشافية: ٢٦٧، ٢٧٣.
(¬٣) سنن ابن ماجه: ٢/ ٨٦٨ حديث رقم (٢٦٠٦) كتاب الحدود حديث سلمة بن المحبّق (شاهد) على تمام الكلمة، وبتقديم كلمة السكران على الغيران. وفيض القدير: ٤/ ٥٥١.

الصفحة 7