كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 2)

بما يقول: فقد كفر بما أنزل على محمد» «1» وإسناده جيد كما قال ابن حجر «2».
وقال الهيثمى: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن ربيع وهو ثقة «3».
وكذا ما رواه أحمد «4» وابن ماجة «5» وأبو داود «6» عن أبى هريرة رضى اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى اللّه عليه وسلم ... » الحديث. وهذا لفظ أحمد وابن ماجة.
وروى مسلم «7» عن بعض أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة».
ولمسلم «8» أيضا عن معاوية بن الحكم السلمى قال: قلت يا رسول اللّه أمورا كنا نصنعها فى الجاهلية كنا نأتى الكهان. قال: «فلا تأتوا الكهان».
مما تقدم يتضح أن إتيان الكهان والسحرة والمشعبذين ومن هو على شاكلتهم فيه مخالفة لما أمر اللّه تعالى به من التوكل والاعتماد عليه وحده وتفويض الأمور إليه جل وعلا. والّذي يجب على المسلم أن يعيه ويؤمن به هو أن ما أصابه لم يكن ليخطأه وما أخطأه لم يكن ليصيبه. فمن آمن بذلك وأيقن به اطمأنت نفسه، وترك الالتفات إلى ما سوى اللّه؟ وحقق التوكل عليه. يقول اللّه تعالى:
وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلى كُلِ
___________
(1) كشف الأستار 3/ 399.
(2) فتح البارى 10/ 213.
(3) مجمع الزوائد 5/ 117.
(4) فى المسند 2/ 475.
(5) فى السنن 1/ 209.
(6) فى السنن 4/ 225.
(7) فى الصحيح 4/ 1751.
(8) فى الصحيح 4/ 1748 - 1749.

الصفحة 108