كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 2)

فيقرأ فيه ثم يقول: اشرب منه واغسل وجهك ويديك «1».
التعليق.
الرقية: العوذة التى يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات «2».
وقد جاء فى بعض الأحاديث إباحة الرقية وفى بعضها منعها.
فمن الأول: ما رواه مسلم «3» وأبو داود «4» عن عوف بن مالك قال: كنا نرقى فى الجاهلية فقلنا يا رسول اللّه كيف ترى فى ذلك فقال: «اعرضوا عليّ رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك».
ومن الثانى: ما رواه أحمد «5» وأبو داود «6» وابن ماجة «7» عن عبد اللّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: «إن الرقى والتمائم والتولة شرك».
ولا تعارض وللّه الحمد فإنما رخص الرسول صلى اللّه عليه وسلم فى الرقى التى لا ضرر فيها من جهة الشرع، كأن تكون بآيات قرآنية أو بأسماء اللّه تعالى وصفاته وإذا كانت بغير ذلك فهى ممنوعة.
قال ابن حجر: وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط: أن تكون بكلام اللّه تعالى أو بأسمائه وصفاته وباللسان العربى أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير اللّه تعالى «8» انتهى
___________
(1) مناقب أحمد لابن الجوزى ص 242.
(2) النهاية 2/ 254.
(3) فى الصحيح 4/ 1727.
(4) فى السنن 4/ 214.
(5) فى المسند 1/ 381.
(6) فى السنن 4/ 212.
(7) فى السنن 2/ 1167.
(8) فتح البارى 10/ 195.

الصفحة 114