كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 2)

وتعالى: أَ فَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ «1»
وفى تحقيق الإمام لهذا المطلب الأساسى تحقيق لجميع المتطلبات من العدل وإزالة الظلم وحفظ الدين وكل ما تنشده الرعية، فطاعة الإمام فى هذه الحالة من أوجب الواجبات قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ «2».
وقد ذكرت سابقا أن الّذي يترجح بالمراد بولاة الأمر هم من يلى أمر المسلمين وقيل إنها تشمل العلماء أيضا.
يقول ابن تيمية: «و أولو الأمر أصحابه وذووه، وهم الذين يأمرون الناس وذلك يشترك فيه أهل اليد والقدرة وأهل العلم والكلام، فلهذا كان أولو الأمر صنفين: العلماء والأمراء فإذا صلحوا صلح الناس وإذا فسدوا فسد الناس «3».
والأحاديث الصحيحة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فى الحث على طاعة ولاة الأمر فى غير معصية كثيرة جدا مما جعل الإمام أحمد يشدد على وجوب طاعة ولاة الأمر- فى غير معصية- وينكر الخروج عليهم.
ومن تلك الأحاديث:
ما رواه البخارى «4» عن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: «اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشى كأن رأسه زبيبة».
وروى مسلم «5» عن أم الحصين قالت: حججت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حجة الوداع قالت: فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قولا كثيرا
___________
(1) سورة المائدة/ 50.
(2) سورة النساء/ 59.
(3) الحسبة ص: 118.
(4) في الصحيح 13/ 121.
(5) في الصحيح 3/ 1468.

الصفحة 15