كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 2)
قال: أما قوله: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ عنى بها المنافقين الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ «1» حتى يذهب (ق 5/ أ) الوقت الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ «2» يقول: إذا رأوهم صلوا وإذا لم يروهم لم يصلوا. وأما قوله: ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ يعنى الموحدين المؤمنين فهذا ما شكت فيه الزنادقة «3».
وأما قول اللّه عز وجل: خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ «4» ثم قال: مِنْ طِينٍ لازِبٍ «5» ثم قال: مِنْ سُلالَةٍ «6» ثم قال: مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ «7» ثم قال: مِنْ صَلْصالٍ «7» فشكوا فى القرآن، وقالوا: هذا ملابسة، ينقض بعضه بعضا.
(نقول) «8» فهذا بدء خلق آدم خلقه اللّه أول بدئه من تراب، ثم من طينة حمراء وسوداء وبيضاء، من طينة طيبة وسبخة. فلذلك ذريته: طيب وخبيث أسود وأحمر وأبيض «9»، ثم بل ذلك التراب فصار طينا. فذلك قوله:
مِنْ طِينٍ فلما لصق الطين بعضه ببعض فصار طينا، لازبا، يعنى لاصقا.
ثم قال: مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ يقول: مثل الطين إذا عصر انسل من بين الأصابع، ثم نتن فصار حمأ مسنونا «10» فخلق من الحمأ فلما جف صار صلصالا
___________
(1) سورة الماعون/ 5.
(2) سورة الماعون/ 6.
(3) وانظر: تفسير الطبرى 29/ 166 و30/ 311 وابن كثير 4/ 588 والشوكانى 5/ 500.
(4) سورة الروم/ 20، وسورة فاطر/ 11، وسورة غافر/ 40.
(5) سورة الصافات/ 11.
(6) سورة المؤمنون/ 12 مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ سورة السجدة/ 8 مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ.
(7) سورة الحجر/ 26، 28، 33، الآيات المتقدمة فى سورة الحجر وفى سورة الرحمن/ 14 مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ.
(8) ما بين القوسين ليس من الأصل وهو فى المطبوع.
(9) جاء نحوه فى حديث مرفوع. انظر: مسند أحمد 4/ 400 والترمذي 5/ 204 وأبى داود 5/ 67 والحاكم 2/ 61.
(10) فى الأصل: «مسنون».