كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 2)
والمؤمن (ق 9/ ب) يتولى المؤمن فى دينه.
فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة «1».
وأما قوله لإبليس: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ «2» وقال موسى حين قتل النفس: هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ «3».
فشكوا فى القرآن وزعموا أنه متناقض.
أما قوله: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ يقول: عبادى الذين استخلصهم اللّه لدينه ليس لإبليس عليهم سلطان أن يضلهم فى دينهم أو فى عبادة ربهم ولكنه يصيب منهم من قبل الذنوب، فأما فى الشرك فلا يقدر إبليس أن يضلهم عن دينهم، لأن اللّه سبحانه استخلصهم لدينه.
وأما قول موسى: هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ يعنى من تزيين الشيطان كما زين ليوسف ولآدم، وحوى وهم عباد الرحمن المخلصون.
فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة «4».
وأما قول اللّه للكفار: الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا «5» وقال فى آية أخرى: فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي ولا يَنْسى «6».
فشكوا فى القرآن.
أما قوله: الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا يقول نترككم فى النار كَما نَسِيتُمْ كما تركتم العمل للقاء يومكم هذا.
___________
(1) وانظر تفسير الطبرى 10/ 51، 178 وابن كثير 2/ 352، 395 والشوكانى 2/ 329، 381.
(2) سورة الحجر/ 42.
(3) سورة القصص/ 15.
(4) وانظر تفسير الطبرى 14/ 34 و20/ 46 وابن كثير 2/ 596 و3/ 399 والشوكانى 3/ 131 و4/ 163.
(5) سورة الجاثية/ 34.
(6) سورة طه/ 52.