كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 2)
وأما قوله: فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي ولا يَنْسى. يقول: لا يذهب من حفظه ولا ينساه «1».
وأما قول اللّه عز وجل: (ق 10/ أ): ونَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى «2» قال فى الآية الأخرى: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ «3».
فشكوا فى القرآن.
أما قوله: ونَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى يعنى: عن حجته، قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى عن حجتى، وقَدْ كُنْتُ بَصِيراً بها مخاصما بها فذلك قوله: فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ «4» يقول: الحجج فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ.
وأما قوله: فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ وذلك أن الكافر إذا خرج من قبره شخص بصره، ولا يطرف بصره، حتى يعاين جميع ما كان يكذب به من أمر البعث فذلك قوله لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ يقول: غطاء الآخرة، فبصرك يحد النظر لا يطرف حتى يعاين جميع ما كان يكذب به من أمر البعث.
فهذا تفسير ما شكت فيه الزنادقة «5».
وأما قوله لموسى: إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرى «6» وقال فى موضع آخر:
___________
(1) وانظر تفسير الطبرى 16/ 173 و25/ 158 وابن كثير 3/ 165 و4/ 164 والشوكاني 3/ 369 و5/ 11.
(2) سورة طه/ 125.
(3) سورة ق/ 22.
(4) سورة القصص/ 66.
(5) وانظر: تفسير الطبرى 16/ 228 و26/ 163 وابن كثير 3/ 179، 4/ 241، والشوكانى 3/ 391، 5/ 76.
(6) سورة طه/ 46.