كتاب المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة (اسم الجزء: 2)
وقد تعرض القاضى أبو يعلى بن الفراء فى كتابه العدة فى أصول الفقه إلى كلام الإمام أحمد فى هذه المسألة إذ يقول:
ظاهر كلام أحمد أن المحكم: ما استقل بنفسه ولم يحتج إلى بيان.
والمتشابه: ما احتاج إلى بيان، لأنه قال فى كتاب السنة: بيان ما ضلت فيه الزنادقة فى القرآن، ثم ذكر آيات تحتاج إلى بيان.
وقال فى رواية ابن إبراهيم: المحكم: الّذي ليس فيه اختلاف، والمتشابه: الّذي يكون فى موضع كذا وفى موضع كذا، ومعناه ما ذكرناه، لأنه قوله: المحكم:
الّذي ليس فيه اختلاف، هو المستقل بنفسه، وقوله: المتشابه: الّذي يكون فى موضع كذا وفى موضع كذا، معناه: الّذي يحتاج إلى بيان، فتارة يبين بكذا وتارة يبين بكذا، لحصول الاختلاف فى تأويله «1».
هذا موجز لما قيل حول هذه المسألة ومن أراد الاستزادة فليراجع كتب التفسير «2» واللّه تعالى أعلم.
___________
(1) ج 2/ 684 - 685.
(2) انظر: تفسير الطبرى 3/ 172، والجامع لأحكام القرآن للقرطبى 4/ 8، وزاد المسير لابن الجوزى 1/ 350، ومسلم بشرح النووى 16/ 217، وتفسير ابن كثير 1/ 358، ومحاسن التأويل للقاسمي 4/ 751.