كتاب التيسير في أحاديث التفسير (اسم الجزء: 2)

ولفظ {ابْنَ السَّبِيلِ} المراد به من غاب عن بلده ومستقر ماله، وانقطعت به الأسباب فلم يجد ما ينفقه في سفره، ولو كان غنيا في بلده. قال مالك في كتاب ابن سحنون: " وليس يلزمه أن يدخل تحت منة أحد، وقد وجد منة الله ونعمته " قال ابن كثير: " وهذا الحكم يماثله حكم من أراد إنشاء سفر من بلده وليس معه شيء، فيعطى من مال الزكاة كفايته في ذهابه وإيابه} إن لم يكن سفر معصية.

وقوله تعالى: {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} أي حكما مقدرا بتقدير الله وفرضه وقسمه. وقوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} أي عليم بظواهر الناس وبواطنهم، حكيم فيما يحكم به عليهم، حكيم فيما يشرعه لهم: {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

الصفحة 399