كتاب التيسير في أحاديث التفسير (اسم الجزء: 2)

أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} فمن وجد نفسه متصفا بهذه الأوصاف فليحمد الله، ولينتظر رضوان الله، ومن وجد نفسه على غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، وليحاسبها اليوم قبل أن يحاسب غدا، وإلا فلينتظر غضب الله!

فالمؤمنون والمؤمنات يجب أن يكونوا إخوة في الله، متحالفين على الخير، متعاونين على البر، كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، إذا اجتمعوا تواصوا بالحق والصبر، وإذا افترقوا قام كل واحد منهم بشد الأزر وجبر الكسر، وذلك معنى قوله تعالى هنا: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}.

والمؤمنون والمؤمنات يجب- إذا أمروا - أن يأمروا بالمعروف، وتندرج تحت كلمة " المعروف " كل الطيبات والصالحات وجميع أنواع الخير والبر، ويجب - إذا نهوا - أن ينهوا عن المنكر، وتندرج تحت كلمة المنكر كل الخبائث والسيئات، وجميع أنواع الشر والظلم، وذلك معنى قوله تعالى: {يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}.

والمؤمنون والمؤمنات لا يصح إيمانهم أولا، ولا ينمو ويرسخ ثانيا، إلا إذا مارسوا عقيدة الإيمان في صميم حياتهم اليومية، فأدوا ما عليهم من حقوق الله، بشكره وعبادته، وربط الصلة به على الدوام، عن طريق الصلاة المفروضة، وإلا إذا أدوا ما عليهم من

الصفحة 407