كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

لكم، فقولوا: إنما الله إله واحد، فقد أخرجهم بهذا التقدير عن أمر فظيع، وأدخلهم فى أمر حسن جميل، ومنه ما أنشده أبو علي، فى كتابه الذى وسمه بالإيضاح (¬1):
تروّحي أجدر أن تقيلى … غدا بجنبى بارد ظليل
وفيه على ما ذهب إليه، ولم يذكره فى الإيضاح، خمسة (¬2) حذوف، لأنه قدّر ائتى مكانا أجدر بأن تقيلى فيه، فحذف الفعل، وحذف المفعول الموصوف الذى /هو مكانا، وحذف الباء التى يتعدّى بها أجدر، وحذف الجارّ من فيه، فصار:
تقيليه، فحذف العائد إلى الموصوف، كما حذف فى قوله سبحانه: {وَاِتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً} (¬3) أى لا تجزى فيه، وقال الخليل وسيبويه فى قول عمر ابن أبى ربيعة (¬4):
فواعديه سرحتى مالك … أو الرّبا بينهما أسهلا
إن التقدير: ائتى مكانا سهلا، وضع أسهل، مكان سهل، كما وضع أفعل
¬_________
(¬1) صفحة 184، وأنشده أيضا فى البصريات ص 904، وانظر المقتصد شرح الإيضاح 1/ 649، وإيضاح شواهد الإيضاح ص 225، والشطران نسبهما القيسىّ لأبى النجم العجلى، وليسا فى ديوانه المطبوع، ونسبهما العينى فى شرح شواهد الكبرى 4/ 36 لأحيحة بن الجلاح، وهما فى ديوانه ص 81، والتخريج فيه، وفى إيضاح شواهد الإيضاح.
(¬2) هذا من كلام ابن جنى فى المحتسب 1/ 212، وذكره القيسىّ من غير عزو.
(¬3) سورة البقرة 48،123، وراجع المجلس الأول.
(¬4) ديوانه ص 349، برواية: وواعديه سدرتى مالك أو ذا الذى بينهما أسهلا والبيت بروايتنا فى الكتاب 1/ 283، والمحتسب 1/ 143، وتفسير الطبرى 9/ 415، والقرطبى 6/ 25، والخزانة 2/ 120، وأشار البغدادى إلى رواية للبيت أوردها صاحب الأغانى يفوت معها الاستشهاد. وهى: سلمى عديه سرحتى مالك أو الرّبا دونهما منزلا قال البغدادى: «ومنزلا إمّا بدل من الرّبا أو حال منه، وسلمى: منادى».

الصفحة 100