كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

المجلس الثانى والأربعون
يتضمّن ذكر فصول من إضمار الأفعال
ذكر سيبويه (¬1)، فى (باب ما ينتصب من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره) قولهم: سبحان الله، وعمرك الله، وقعدك الله، فقال: وذلك قولك:
سبحان الله وريحانه، وعمرك الله إلاّ فعلت، وقعدك الله إلاّ فعلت، فكأنه حيث قال: سبحان الله، قال: تسبيحا، وحيث قال: وريحانه، قال: استرزاقا، لأنّ معنى الرّيحان الرزق، فنصب هذا على أسبّح (¬2) تسبيحا، وأسترزق استرزاقا، وخزل الفعل هاهنا، لأن المصدر بدل من اللفظ بقوله (¬3) [أسبّحك] وأسترزقك. انتهى كلامه.
وأقول: إن سبحان اسم للتسبيح، كما أنّ الكلام والسلام اسمان للتكليم والتسليم، وجاء سبحان على زنة الغفران والكفران، فى قولهم: «غفرانك اللهمّ لا كفرانك» (¬4) وجاء الكفران فى قوله تعالى: {فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ} (¬5) ومثله فى الزّنة،
¬_________
(¬1) الكتاب 1/ 322.
(¬2) فى الكتاب: أسبّح الله تسبيحا، وأسترزق الله استرزاقا، فهذا بمنزلة سبحان الله وريحانه، وخزل الفعل هاهنا لأنه بدل من اللفظ. . .».
(¬3) سقط من هـ‍.
(¬4) جاء «غفرانك» فى حديث عائشة رضى الله عنها: «أن النبى صلّى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الخلاء- الغائط-قال: «غفرانك». عارضة الأحوذى بشرح صحيح الترمذى (باب ما يقول إذا خرج من الخلاء، من أبواب الطهارة) 1/ 22، ومسند أحمد 6/ 155، وجاء «كفرانك» فى رجز خالد بن الوليد رضى الله عنه حين هدم العزّى: يا عزّ كفرانك لا سبحانك إنى رأيت الله قد أهانك مغازى الواقدى ص 874، وتفسير القرطبى 17/ 100.
(¬5) سورة الأنبياء 94.

الصفحة 106