كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

والثانى: أنك تنصب عمر الله، نصب المفعول (¬1) [به] على ما أريتك، وتنصب عمرك الله نصب (¬2) المصادر، لأنّ سيبويه ذكره مع سبحان الله.
والثالث: أن العمر فى قولك: عمر (¬3) الله وعمرك يا فلان، بمعنى العمر، وهو فى قولك: عمرك الله، بمعنى التعمير، حذفوا زوائده، ونصبوه بفعل اختزلوه، لأنه صار بدلا من اللفظ بالفعل، فلا يجوز إظهاره معه، والناصب له عمّرتك مشدّدا، أنشد سيبويه للأحوص بن محمد (¬4):
عمّرتك الله إلاّ ما ذكرت لنا … هل كنت جارتنا أيام ذى سلم
وأنشد، ولم يذكر قائله، وهو لابن أحمر (¬5):
عمّرتك الله الجليل فإنّنى … ألوى عليك لو ان لبّك يهتدى
وذكر أبو العباس محمد بن يزيد (¬6) فى قولهم: عمرك الله، أن انتصابه على المصدر، بتقدير: عمّرتك الله تعميرا، على ما قرّره سيبويه، وأجاز فيه أبو العباس أن ينتصب بتقدير حذف الجارّ، لأنه ذكره مع قولهم: يمين الله، وعهد الله، فى قول من نصبهما، وإنما النصب (¬7) فيهما بتقدير: أقسم بيمين الله، وبعهد الله، فلمّا حذفوا الباء وصل الفعل فعمل، وعلى هذا يكون قولهم: عمرك الله، تقديره: أقسم بعمرك الله، فيكون عمرك الله قسما محذوف الجواب، والمراد بالعمر التّعمير،
¬_________
(¬1) زيادة من هـ‍.
(¬2) فى هـ‍: بنصب.
(¬3) فى هـ‍: «عمر الله وعمرك الله يا فلان». وجعلها مصحح المطبوعة الهندية «عمر الله يا فلان».
(¬4) ديوانه ص 199، وتخريجه فى ص 321، والكتاب 1/ 323، والمقتضب 2/ 329، والكامل ص 1445.
(¬5) ديوانه ص 60، والكتاب والمقتضب، الموضع السابق، والمنصف 3/ 132، والخزانة 2/ 15، واللسان (عمر).
(¬6) راجع الموضع المذكور من المقتضب والكامل.
(¬7) فى هـ‍: انتصب.

الصفحة 109