كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

صاروا إلى السعادة، وقال أبو إسحاق الزجّاج: وقال قوم (¬1): الواو مقحمة، والمعنى حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها، وقال: والمعنى عندى {حَتّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ} دخلوها، وحذف الجواب، لأنّ فى الكلام دليلا عليه، انتهى كلام أبى إسحاق.
وأقول: إنّ حذف الأجوبة فى هذه الأشياء أبلغ فى المعنى، ولو قدّر فى موضع دخلوها: فازوا (¬2)، لكان حسنا، ومثل الآية فى حذف الجواب قول الشاعر:
حتّى إذا قملت بطونكم … ورأيتم أبناءكم شبّوا (¬3)
/وقلبتم ظهر المجنّ لنا … إنّ اللئيم العاجز الخبّ
تقدير الجواب بعد قوله:
وقلبتم ظهر المجنّ لنا
ظهر عجزكم عنّا، وخبّكم لنا، ودلّك على ذلك قوله: إنّ اللئيم العاجز الخبّ.
¬_________
(¬1) الكوفيون وبعض البصريين. راجع معانى القرآن للفراء 1/ 107،108،238، ومجالس ثعلب ص 59، والإنصاف ص 456، والجنى الدانى ص 164، والمغنى ص 362،363. وممّن ذهب إلى زيادة الواو: ابن قتيبة، فى تأويل مشكل القرآن ص 252.
(¬2) لا أجد فرقا بين هذا التقدير وتقدير المبرّد، الذى حكاه الزجاج، إلاّ أن يكون فى المعنى.
(¬3) البيتان فى المراجع السابقة، عدا المغنى، وهما أيضا فى معانى القرآن 2/ 51، والمعانى الكبير ص 533، والأزهية ص 245، وشرح القصائد السبع ص 55، ورصف المبانى ص 425، وشرح المفصل 8/ 94، وتذكرة النحاة ص 45، وضرائر الشعر ص 72، والخزانة 11/ 44، وغير ذلك مما تراه فى حواشى تلك الكتب. والبيتان للأسود بن يعفر، فى ديوانه ص 19، والرواية فيه بتقديم البيت الثانى على الأول، مع إقحام بيت بينهما. وانظر تخريجه فى ص 73. و «قمل» هنا بمعنى كثر. يقال: قمل القوم: كثروا. وقملت بطونكم: أى كثرت قبائلكم. ذكره صاحب اللسان، وأنشد البيتين.

الصفحة 121