كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

فصل
ذكر حذف الحرف
الحرف على ضربين: حرف معنى، وحرف من نفس الكلمة.
فمن الحروف/المعنويّة التى وقع بها الحذف، أحرف خافضة، منها اللام، وحذفها مطّرد مع أنّ الشديدة وأن الخفيفة، كقولك: ما جئتك إلا أنّك كريم، تريد: إلاّ لأنك، وكذلك: ما أتيته إلا أن يحسن إلىّ، تريد: إلاّ لأن يحسن.
وممّا حذفوا منه اللام فى الشّعر، قول الأعشى (¬1):
أبالموت الذى لا بدّ أنّى … ملاق لا أباك تخوّفينى
والوجه: لا أبا لك، كما قال زهير (¬2):
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش … ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
وإنما ضعف حذف هذه اللام، لأنها فى هذا الكلام معتدّ بها، من وجه، وإن كانت غير معتدّ بها من وجه آخر، فالاعتداد بها، من حيث منعت الاسم، لفصلها بينه وبين المجرور بها، أن يتعرّف بإضافته إليه، فيكون اسم «لا» معرفة،
¬_________
(¬1) لم أجده فى ديوانه المطبوع. ونسبه الصيمرى فى التبصرة ص 391 إلى عنترة، وليس في ديوانه المطبوع، وقال القيسىّ فى إيضاح شواهد الإيضاح ص 281: «هذا البيت لعنترة بن شدّاد العبسىّ، فى رواية ابن السّكّيت، ونسب لأبى حية النّميرى»، ولم أجده فى شعر أبى حية المنشور بالعدد الأول من المجلد الرابع من مجلة المورد-1975 م، وهو فى شعره الذى نشره الدكتور يحيى الجبورى ص 177 (نقلا عن حواشى الكامل ص 670). وانظر الكامل أيضا ص 1140. وهذا الشاهد مما استفاضت به كتب العربية، فانظره فى معانى القرآن للأخفش ص 235 والمقتضب 4/ 375، والأصول 1/ 390، واللامات ص 103، والخصائص 1/ 345، والمقتصد ص 811، وشرح المفصل 2/ 105، وشرح الجمل 2/ 277، والمقرب 1/ 192، والشذور ص 328، والهمع 1/ 145، والتصريح 2/ 26، والخزانة 4/ 100،105،107، واللسان (أبى)، وفى حواشى تلك الكتب فضل تخريج.
(¬2) ديوانه ص 29.

الصفحة 128