كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

إصبعى، وممّا جاء منه فى الشعر قول الأخطل (¬1):
مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت … نجران أو بلغت سوءاتهم هجر
قال الأخفش (¬2): جعل هجر كأنها هى البالغة، وهى المبلوغة فى المعنى.
قوله: «هدّاجون» الهدجان: مشى الشيخ، وهدج الظّليم: إذا مشى فى ارتعاش.
ومن المقلوب قول كعب بن زهير (¬3):
كأنّ أوب ذراعيها إذا عرقت … وقد تلفّع بالقور العساقيل
القور: جمع قارة، وهى الجبيل الصغير.
والعساقيل: اسم لأوائل السّراب، جاء بلفظ الجمع، ولا واحد له من لفظه.
والتّلفّع: الاشتمال والتّجلّل، وقال: «تلفّع بالقور العساقيل» وإنما المعنى:
تلفّع القور بالعساقيل.
وقال أبو العباس ثعلب، فى قوله تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ}
¬_________
(¬1) ديوانه ص 209، برواية: على العيارات هدّاجون قد بلغت نجران أو حدّثت سوءاتهم هجر والبيت برواية النحويين فى معانى القرآن للأخفش ص 134، والمحتسب 2/ 118 والجمل المنسوب للخليل ص 51، والمغنى ص 699، والهمع 1/ 165، وشرح الأشمونى 2/ 71، وغير ذلك كثير مما تراه فى حواشى كتاب الشعر ص 107، وقد أشار أبو تمام إلى الروايتين، فى نقائض جرير والأخطل ص 163. وقوله: «نجران» يأتى بنصب النون ورفعها. والراجح الرفع، على ما حقّقته فى كتاب الشعر.
(¬2) راجع معانى القرآن، له ص 135، وابن الشجرى يذكر كلام الأخفش بعبارة أبى علىّ فى كتاب الشعر ص 108، إلاّ إن كان النقل من كتاب آخر للأخفش غير المعانى.
(¬3) ديوانه ص 16، والمغنى ص 696، وشرح أبياته 8/ 119، وشرح قصيدة كعب لابن هشام ص 236 - 241، واللسان (أوب-قور-لفع-عسقل).

الصفحة 136