كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

{ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ} (¬1): هذا من المقلوب، وتقديره: اسلكوا فيه سلسلة.
وقال أبو زيد (¬2): يقال: «إذا طلعت الجوزاء انتصب العود فى الحرباء» يريدون: انتصب الحرباء فى العود، والحرباء: دويبّة تعانق عودا، وتدور مع عين الشمس حيث دارت إلى أن تغيب.
وقال أبو الحسن الأخفش: يقولون: «عرضت الناقة على الحوض، وعرضتها على الماء» يريدون: عرضت الماء عليها، وأنشد الأخفش:
وإن أنت لاقيت فى نجدة … فلا تتهيّبك أن تقدما (¬3)
قال: أراد: لا تتهيّبها، وقال ابن مقبل (¬4):
ولا تهيّبنى الموماة أركبها … إذا تجاوبت الأصداء بالسّحر
الأصداء: جمع الصّدى، وهو ذكر البوم، والصّدى: الصّوت الذى يجيبك إذا صحت بقرب جبل.
وأنشدوا فى المقلوب:
كما لففت الثّوب فى الوعاءين (¬5)
أراد: كما لففت الثّوبين فى الوعاء.
ومما حذفوا منه «إلى» قولهم: دخلت البيت، وذهبت الشام، ولم يستعملوا
¬_________
(¬1) سورة الحاقة 32، وما قاله ثعلب سبق إليه الفراء فى المعانى 3/ 182، وروى أيضا عن مقاتل. تفسير القرطبى 18/ 272.
(¬2) فى نوادره ص 409، وكتاب الشعر ص 105. والحرباء يذكر ويؤنث.
(¬3) للنمر بن تولب، رضى الله عنه. ديوانه ص 101، وتخريجه فى ص 151، وزد عليه: كتاب الشعر ص 107، وما فى حواشيه. والقصيدة كلها فى مختارات ابن الشجرى ص 66.
(¬4) ديوانه ص 79، وتخريجه فيه، وزد عليه ما فى كتاب الشعر ص 107، وحواشيه.
(¬5) كتاب الشعر، الموضع السابق، والمخصص 3/ 122، وضرائر الشعر ص 270، وشرح أبيات المغنى 8/ 116، واللسان (دحس).

الصفحة 137