كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

المجلس الخامس والأربعون
يتضمّن ذكر حذف ضروب من الحروف التى من ذوات الكلم.
فمن المحذوفات التى استمرّ حذفها، وكثر فى ضروب من الكلام: التنوين، حذفوه للإضافة فى نحو: غلامك، وغلام عمرو (¬1)، وجدّة زينب، وحذفوه لمعاقبة لام التعريف له، وحذفوه فى الوقف بعوض، فى نحو: رأيت زيدا، وبغير عوض فى اللّغة العليا، فى نحو: هذا زيد، ومررت بزيد، وأزد السّراة (¬2) عوّضوا، فقالوا: زيدو، /وبزيدى، وهى لغة رديّة، لثقل الواو والضمّة، والياء والكسرة، ولوقوع الواو وقبلها ضمّة فى آخر اسم معرب، وهو ممّا رفضوه فى كلامهم، ولالتباس الياء في نحو:
مررت بزيدى وبغلامى، بياء المتكلّم.
وحذفوه من الاسم العلم فى النداء كقولك: يا زيد، و {يا نُوحُ اِهْبِطْ} (¬3) ومن النكرة المقصود قصدها فى نحو: يا غلام هلمّ، و {يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ} (¬4).
وحذفوه فكان حذفه علما لثقل الاسم، فى نحو رأيت أحمد، ومررت بأحمد {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اِسْمُهُ أَحْمَدُ} (¬5) كما جعلوا إثباته علامة لخفّة الاسم، في نحو: ربّ أحمد غيرك أكرمته.
¬_________
(¬1) فى الأصل: غلام عمّ جدّة زينب.
(¬2) راجع الكتاب 4/ 167، والأصول 2/ 372، وإيضاح الوقف والابتداء 1/ 390، والتسهيل ص 328، وشرح المفصل 9/ 70، وشرح الشافية 2/ 274،317، والتصريح 2/ 338، والهمع 2/ 205.
(¬3) سورة هود 48.
(¬4) سورة سبأ 10.
(¬5) سورة الصف 6.

الصفحة 159