جارية من قيس ابن ثعلبه … تزوّجت شيخا غليظ الرّقبه
ومن نوّن «عزيرا» فى قوله تعالى: {وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ اِبْنُ اللهِ} (¬1) فلأنه جعل ابنا خبرا لا صفة، والتنوين فى «عزير» للصّرف، لأن مصغّر الثلاثيّ ينصرف وإن كان عجميّا، كما ينصرف مكبّره، وينصرف فى هذه العدّة، وإن كان متحرّك الأوسط، كما ينصرف إذا سكن أوسطه، ولا اختلاف فيه كما اختلف فى نحو: هند ودعد، وكما أجمعوا على منع الصرف، لاجتماع التأنيث والتعريف مع تحرّك الأوسط، فى نحو: لظى وسقر وقدم، إذا سمّيت بها (¬2) امرأة، فالساكن الأوسط نحو: نوح ولوط، والمتحرّك الأوسط نحو سبك (¬3) وغزر، اسم تركيّ.
ومن قرأ {عُزَيْرٌ اِبْنُ اللهِ} بحذف (¬4) التنوين احتمل وجهين، أحدهما: أن يكون «عزير» خبر مبتدأ محذوف، و «ابن» صفة، فيجب بذلك حذف التنوين،
¬_________
= وشرح الجمل 2/ 448، والإيضاح فى شرح المفصل 1/ 269، والمغنى ص 644، وشرح أبياته 7/ 366، والتصريح 2/ 170، والخزانة 2/ 236. والشطر الثانى من هذا الرجز يأتى باختلاف فى الرواية.
(¬1) سورة التوبة 30.
(¬2) فى هـ: «به». والقدم مؤنثة، قال تعالى: فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها سورة النحل 94. وانظر البلغة فى الفرق بين المذكر والمؤنث ص 66، وقد أعاد ابن الشجرى «قدم» هذه، اسم امرأة فى المجلس الرابع والخمسين. وانظر المسائل المنثورة ص 256.
(¬3) فى هـ: سبل.
(¬4) قرأ بها ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة. السبعة ص 313، ومعانى القرآن للفراء 1/ 431، و 3/ 300، وللأخفش ص 329، وللزجاج 2/ 442، وضرورة الشعر ص 104، والعسكريات ص 176، وتفسير الطبرى 14/ 204، وسر صناعة الإعراب ص 532، والكشف 1/ 501، والمشكل 1/ 360. وقد قوّى المفسّرون النحاة قراءة التنوين. فقال الفراء: «والوجه أن ينوّن؛ لأن الكلام ناقص، و (ابن) فى موضع خبر لعزير». وقال الأخفش: «وقد طرح بعضهم التنوين، وذلك رديء؛ لأنه إنما يترك التنوين إذا كان الاسم يستغنى عن الابن». وقال الزجاج: «والوجه إثبات التنوين لأن «ابنا» خبر، وإنما يحذف التنوين فى الصفة، نحو قولك: جاءنى زيد بن عمرو». ثم قال: «ولا اختلاف بين النحويين أن إثبات التنوين أجود».