كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

ويكون المبتدأ فيما قدّره أبو على: صاحبنا أو نسيبنا أو نبيّنا عزير بن الله، والوجه الآخر: أن لا يقدّر مبتدأ بل يكون «عزير» هو المبتدأ، و «ابن» خبره، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين، فتتّفق القراءتان على هذا التقدير.
ومن حذف التنوين لالتقاء الساكنين، ما روى عن أبى عمرو، فى بعض طرقه: {أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ} (¬1) وحذفه على هذا الوجه متّسع فى الشّعر، كقوله (¬2):
حميد الذى أمج داره … أخو الخمر ذو الشّيبة الأصلع
وكقول الآخر:
لتجدنّى بالأمير برّا … وبالقناة مدعسا مكرّا
/إذا غطيف السّلميّ فرّا (¬3)
ومثله:
¬_________
(¬1) سورة الإخلاص 1،2، وانظر طريق أبى عمرو هذا فى السبعة ص 701، والبحر 8/ 528، ثم انظر الكتاب 4/ 152، ومعانى القرآن 3/ 300، وسر صناعة الإعراب ص 533، والخزانة 11/ 376.
(¬2) هو حميد الأمجى، من شعراء الدولة الأموية، كان معاصرا للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز. العقد الفريد 6/ 352، ومعجم ما استعجم ص 190، فى رسم (أمج)، ورسالة الغفران ص 470، ونوادر أبى زيد ص 368، والكامل ص 328، والمقتضب 2/ 313، والعسكريات ص 177، وسرّ صناعة الإعراب ص 535، والإنصاف ص 664، وضرائر الشعر ص 106، والخزانة 11/ 376، واللسان (أمج). وأنشده العلوىّ فى نضرة الإغريض ص 264، فى سياق يؤذن بأنه ينقل عن ابن الشجرى. وأعاده ابن الشجرى فى المجلس الثانى والستين. و «أمج» بلد من أعراض المدينة. وهذا البيت وقع مع آخرين مجرورين، ففيه إقواء، ووقع مع آخر مرفوع، فلا إقواء فيه. راجع حواشى الكامل.
(¬3) نوادر أبى زيد ص 321، ومعانى القرآن 1/ 431،3/ 300، وضرورة الشعر ص 103، والجمل المنسوب للخليل ص 217، وسر صناعة الإعراب ص 534، والتبصرة ص 730، وتفسير الطبرى 14/ 205، والقرطبى 8/ 116، والبحر 5/ 31، والإفصاح ص 60، والإنصاف ص 665، ونضرة الإغريض ص 265، واللسان (دعس-دعص-غطف)، وغير ذلك مما تراه فى حواشى تلك الكتب.

الصفحة 162