كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

وممّا حذفوها منه قولهم، لضرب من الشّجر: «عرنتن» (¬1) قالوا فيه: عرتن حذفوها منه ثالثة ساكنة، كما حذفوا الألف من «علابط» (¬2) وهو القطيع الضّخم من الغنم (¬3)، فقالوا: علبط، قال:
ما راعنى إلاّ رياح هابطا … على البيوت قوطه العلابطا (¬4)
القوط: القطيع من الغنم، يكون ضخما وغير ضخم، فلذلك وصفه بالعلابط، ونصب العلابط (¬5) بهابط، لأنّ هبط لازم ومتعدّ، تقول: هبط زيد وهبطته (¬6).
وممّا حذفت منه النون لالتقاء الساكنين، قوله:
أبلغ أبا دختنوس مألكة … غير الذى قد يقال ملكذب (¬7)
أراد: من الكذب، ومثله قول الآخر (¬8):
كأنّهما ملآن لم يتغيّرا … وقد مرّ للدارين من بعدنا عصر
أراد: من الآن.
وأما حذفها متحرّكة، فكحذف نون التثنية والجمع فى الإضافة، كقولك:
¬_________
(¬1) راجع الكتاب 4/ 289،297،323،324،405،437، والأصول 3/ 184.
(¬2) راجع الكتاب 4/ 289،323،437، والأصول 3/ 65،184،410.
(¬3) وقيل: هو اللبن الثخين، وهو الغليظ. وقيل: الكثير. شرح أبنية سيبويه ص 125.
(¬4) نوادر أبى زيد ص 475، وفعلت وأفعلت، لأبى حاتم ص 143، والجمهرة 3/ 438، والخصائص 2/ 211، والمنصف 1/ 27، والمحتسب 1/ 92، واللسان (علبط-قوط-لعط-هبط).
(¬5) الذى فى كتب ابن جنى الثلاثة، واللسان، أن «قوطه» هو المنصوب بهابط، وهو الصحيح.
(¬6) راجع فعلت وأفعلت، والجمهرة.
(¬7) فرغت منه فى المجلس الرابع عشر.
(¬8) أبو صخر الهذلى. شرح أشعار الهذليين ص 956، وتخريجه فى ص 1477، وانظر ضرائر الشعر ص 115.

الصفحة 168