كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

وقد صرّفوا منه فعلا، فقالوا: بخبخ يبخبخ، إذا لفظ به، كما قالوا: هلّل يهلّل، إذا قال: لا إله إلا الله، وسبّح يسبّح، إذا قال: سبحان الله، وحولق (¬1) [يحولق] إذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ومثله فى حذف أحد مثليه، قولهم فى التضجّر: أفّ، خفّفها بعض العرب، وأسكنوا فاءها، قال أبو الفتح عثمان (¬2): فيها ثمانى لغات: أفّ وأفّ وأفّ وأفا وأفّ وأفّ وأف، خفيفة، وأفّى ممال، مثل حبلى، ولا يقال: أفّى بالياء، كما تقول العامّة.
وأقول: إن الذى تقوله العامّة جائز فى بعض اللغات، وذلك فى لغة من يقول فى الوقف: أفعى وأعمى وحبلى، يقلبون الألف ياء خالصة، فإذا وصلوا عادوا إلى الألف، ومنهم من يحمل الوصل على الوقف، وهم قليل.
وأفّ: اسم من أسماء الفعل، مسمّاه: أتضجّر، جاء اسما للفعل فى الخبر (¬3)، كما جاء هيهات اسما لبعد، وشتّان اسما لافترق، فى قولهم: شتّان زيد وعمرو.
ومن قال: أفّ، فكسر، /حرّكه بأصل حركة التقاء الساكنين.
ومن قال: أفّ، ففتح، اختار الفتحة لثقل التضعيف، كما قالوا: ربّ وثمّ.
ومن قال: أفّ، أتبع الضّمّ الضّمّ على لغة من قال: شدّ ومدّ.
ومن نوّنه أراد به التنكير، لأنّ تنوين هذا الضّرب علم للتنكير، كقولهم فى
¬_________
= والشطر بروايتنا فى الكتاب 3/ 452، والمقتضب 1/ 234، والموضع المذكور من شرح المفصل، وشرح الملوكى.
(¬1) ساقط من هـ‍. ويقال أيضا: «حوقل يحوقل». النهاية 1/ 464، واللسان (حلق).
(¬2) شرح الملوكى ص 437، وانظر الغربيين 1/ 56، وزاد المسير 5/ 23.
(¬3) هو فى حديث ابن عباس: «فجاء ينفض ثوبه ويقول «أفّ». مسند أحمد 1/ 331، والنهاية 1/ 55.

الصفحة 175