كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

فى فتية كسيوف الهند قد علموا … أن هالك كلّ من يحفى وينتعل
أراد: أنه هالك.
/وممّا حذفوا تضعيفه وألغوه «لكنّ» جعلوها بعد التخفيف عاطفة، إذا لم تكن معها الواو، وذلك نحو: ما قام أخوك لكن أبوك، فإن استدركت بها مجرّدة من العطف، قلت: ولكن، وقد خفّف الشاعر «كأنّ» وأعملها فى الاسم الظاهر، فى قوله:
وصدر مشرق النّحر … كأن ثدييه حقّان (¬1)
وأنشد بعضهم (¬2): «ثدياه» رفعا على الابتداء، «وحقّان» الخبر، والجملة من المبتدأ والخبر خبرها، واسمها محذوف، فالتقدير: كأنه ثدياه حقّان.
وأمّا قول الآخر:
كأن ظبية تعطو إلى وارق السّلم (¬3)
فقد روى «ظبية وظبية وظبية» فمن نصب أعملها فى الظاهر مخفّفة، والجملة التى هى «تعطو» صفة لظبية، والخبر محذوف، والتقدير: كأن ظبية عاطية إلى وارق السّلم هذه المرأة، ومن قال: «ظبية» فرفع، أضمر اسمها، وظبية (¬4) خبرها،
¬_________
(¬1) فرغت منه فى المجلس الحادى والثلاثين.
(¬2) هو سيبويه، فى الكتاب 2/ 135، وغريب من ابن الشجرى ألاّ يصرّح به، وغريب منه أيضا ألاّ يكون قد عرفه. وانظر الخزانة 10/ 398.
(¬3) صدره: ويوما توافينا بوجه مقسّم وهو لعلباء بن أرقم اليشكرى من قصيدة فى الأصمعيات ص 157، ونسب إلى ابن صريم اليشكرى -واسمه باغت أو باعث، ونسب إلى غيرهما. راجع الكتاب 2/ 134،3/ 165، والكامل ص 111، والأصول 1/ 245، والبصريات ص 653، والمنصف 3/ 128،265، والتبصرة ص 208، والإنصاف ص 202، وشرح المفصل 8/ 83، والمقرب 1/ 111،2/ 203، والمغنى ص 33، وشرح أبياته 1/ 158،5/ 197، والخزانة 10/ 411 - 413، وانظر فهارسها، وفى حواشيها فضل تخريج.
(¬4) فى الأصل: فظبية.

الصفحة 178