كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

وخفّفه نافع وعاصم، فى رواية حفص، فى قوله تعالى: {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} (¬1) الهيضل: الجماعة المتسلّحة، واللّجب: المرتفع الأصوات.
ومما حذفوا لامه من الحروف لاجتماعها مع لام التعريف «على» فيما حكاه سيبويه، من قولهم: «علماء بنو تميم» (¬2) يريدون: على الماء، فهمزة الوصل سقطت فى الدّرج، وألف «على» سقطت لسكونها وسكون لام الماء، وحذفت لام «على» تخفيفا، وأنشد سيبويه للفرزدق (¬3):
وما سبق القيسيّ من ضعف حيلة … ولكن طفت علماء غرلة خالد
طفت: قفت (¬4)، والغرلة: القلفة، ومثله لقطرىّ بن الفجاءة:
غداة طفت علماء بكر بن وائل … وعجنا صدور الخيل نحو تميم (¬5)
وممّا حذفوا منه إحدى اللاّمين، قولهم: «ويلمّه» الأصل: ويل، لأمّه، فحذفوا تنوينه، وأدغموا اللام التى هى لام الكلمة فى اللام الجارّة، فصار [فى (¬6)]
¬_________
(¬1) سورة الحجر 2، وانظر السبعة ص 366، والكشف 2/ 29، وزاد المسير 4/ 379.
(¬2) الكتاب 4/ 485، وفيه: «علماء بنو فلان». وكذلك فى الأصول 3/ 434، والعسكريات ص 260، والجمل ص 418.
(¬3) ديوانه ص 216 - وهو بيت مفرد فيه-وحواشى الكتاب 4/ 485، وهو من زيادات بعض النّسخ من الكتاب، والكامل ص 1228، والمقتضب 1/ 251، والجمل ص 418 - وهو آخر شاهد فيه -وكذلك الفصول الخمسون ص 277، وشرح المفصل 10/ 155، وجاء استطرادا فى الخزانة 7/ 106.
(¬4) هكذا جاءت الكلمة فى الأصل، وهـ‍. وجاء بهامش الأصل حاشية بخط قديم، نصّها: «تفسيره طفت بقفت، وهم؛ لأن الطفو علوّ الشىء فوق الماء، وضدّ الرّسوب، والقفو: تتبّع الشىء، إلاّ أنها كلمة تخطئ فيها العامة فى بغداد، يقولون: قفا، أى طفا، فذكرها على عادتهم فيها». انتهت الحاشية. وجاء فى اللسان: طفا الشىء فوق الماء، يطفو طفوا وطفوّا: ظهر وعلا ولم يرسب. وأنبّه هنا إلى أن مصحح الطبعة الهندية من الأمالى غيّر «قفت» إلى «علت» من عند نفسه.
(¬5) فرغت منه فى المجلس الرابع عشر.
(¬6) ليس فى هـ‍.

الصفحة 180