كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

التقدير: ويلّ أمّه، ثم حذفوا اللام المدغمة وهمزة «أمّ» فصار: ويلمّه.
وإنما (¬1) جاز إدغام هذا، وإن كان منفصلا، وكان الحرف الذى قبل الحرف المدغم ساكنا، لكون الساكن حرف لين، فالياء فى قولهم: ويل أمّه، بمنزلة الياء فى قولك: جيب (¬2) بكر، وقد أدغموا هذا النحو، وكذلك: ثوبّ بشر، وحسن الإدغام فى هذا، مع كونه منفصلا، إذ كانوا قد قالوا فى عبد شمس: هذا عبشّمس (¬3)، ألقوا حركة الدال على الساكن، الذى هو الباء، ثم أدغموا الدال فى الشين، وإن كان ذلك شاذّا، ولا يحسن مثله فى قولك: قرم (¬4) موسى، واسم مالك، لأن عبد شمس أكثر استعمالا منه، وهو مع ذلك علم، والأعلام تغيّر كثيرا، إلا أنهم/ لم يلزموا عبد شمس الإدغام، وألزموه ويلمّه، لما ذكرته من كون عبد شمس أكثر استعمالا منه، كما ألزموا المعيدىّ التخفيف، فى نحو: «تسمع بالمعيدىّ لا أن تراه (¬5)» و «خير من أن تراه» لأنه كثير الاستعمال، والمعيدىّ تصغير معدّىّ.
قال أبو على: إن قيل: ما تنكر من أن تكون «وى» من «ويلمّه» ليس من
¬_________
(¬1) هذا كلام أبى علىّ فى الحلبيات ص 44.
(¬2) فى هـ‍: «حبيب». وما فى الأصل مثله فى الكتاب 4/ 440، والأصول 3/ 411، والتكملة ص 275، والموضع المذكور من الحلبيات.
(¬3) لم يقيّد أبو علىّ، فى الحلبيات، حركة الباء، لكنه نص فى التكملة ص 275، على أنها بالضم، فقال: «فأدغموا الدال فى الشين، وحرّكوا الباء الساكنة بالضمة التى كانت على الدال للإعراب». وانظر اللسان (شمس).
(¬4) فى الأصل، وهـ‍: «قوم» بالواو، وكذلك جاء فى الحلبيات-الموضع السابق-وأثبتّه بالراء من عبارة سيبويه فى الكتاب 4/ 446، وابن الشجرى يحكى عنه، كما سيصرّح قريبا. وعبارة سيبويه قاطعة بأنه بالراء. قال: «فلم يقو الإدغام فى هذا كما لم يقو على أن تحرّك الراء فى: قرم موسى». وكذلك جاء بالراء فى التكملة-الموضع المذكور-قال أبو علىّ: «فكان ذلك يكون أكثر من تحريك الساكن من قرم مالك». ويلاحظ أن سيبويه ذكر أيضا «اسم موسى» فى الصفحات 438،442،443،445. ويصلح ما فى ص 443 «قوم مالك» إلى: «قرم». كما ترى. والقرم، بفتح الراء وسكون الراء: الفحل، والقرم من الرجال: السيّد المعظّم. وهو المراد هنا. راجع شرح الجاربردى على الشافية. (مجموعة الشافية) 1/ 333.
(¬5) تخريجه فى كتاب الشعر ص 403. والمراد بالتخفيف فى هذا المثل تخفيف الدال. وسيأتى.

الصفحة 181