كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

حركة الواو على الساكن قبلها ثم قلبوها ألفا، لتحرّكها فى الأصل، وانفتح (¬1) ما قبلها الآن، فالتقى فى التقدير ألفان، فحذفوا الأولى، فصار المصدر إلى إقام وإجاب وإعان وإغاث، فعوّضوا من المحذوف تاء التأنيث، فقالوا: إقامة وإجابة وإعانة وإغاثة، وربّما استغنوا عن تاء التأنيث، بإضافة هذا المصدر، فسدّت إضافته مسدّ التعويض، كما جاء فى التنزيل: {وَإِقامَ الصَّلاةِ} (¬2).
ومصدر استفعل المعتلّ العين، يجرى مجرى هذا المصدر، فى الحذف والتعويض، نحو: استقام استقامة، واستجاب استجابة، واستعان استعانة، واستغاث استغاثة.
ومن الواوات التى حذفوها وعوّضوا منها همزة: كلّ واو وقعت/مضمومة أولا، وذلك على ضربين: لازم وغير لازم، فغير اللازم يكون فى الاسم والفعل، فالاسم نحو: وجوه ووقوف ووعود ووحول، والفعل نحو: وعد ووزن ووقف ووقّت، تقول على طريق الاستحسان: أجوه وأقوف وأعود وأحول، وأعد وأزن وأقف وأقّت، كما قرأ القرّاء: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} (¬3) وانفرد أبو عمرو بالواو، وقرأ بعض أصحاب الشّواذّ: «إن يدعون من دونه إلاّ أثنا» (¬4) أراد: وثنا، جمع وثن،
¬_________
(¬1) فى هـ‍ «وانفتاح». وانظر هذه المسألة فى المنصف 1/ 291.
(¬2) سورة الأنبياء 73، والنور 37، وآية الأنبياء بفتح الميم وَأَقامَ، وآية النور بكسرها وَأَقامَ وضبطت عليه؛ لأنه الذى جاء فى الأصل. وقال بعضهم: ثلاثة تحذف تاءاتها مضافة عند جميع النّحاة وهى إذا شئت أبو عذرها وليت شعرى وإقام الصلاه أنشدهما الشوكانى فى فتح القدير 4/ 35. وراجع اللسان (شعر-عذر)، والكتاب 4/ 44.
(¬3) سورة المرسلات 11، وراجع معانى القرآن للفراء 3/ 222، وللزجّاج 5/ 266، والسبعة ص 666، والكشف 2/ 357، وزاد المسير 8/ 447، والإتحاف ص 580.
(¬4) سورة النساء 117، وراجع الكتاب 3/ 571، ومعانى القرآن للفراء 1/ 288، وللزجاج 2/ 108، والتكملة ص 150، والعضديات ص 97، والمحتسب 1/ 198، وزاد المسير 2/ 202، والبحر 3/ 352.

الصفحة 187