كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

(¬1) [فصل] [في مناداة الاسم المنقوص:]
يقتضيه هذا الفصل، وهو أنك إذا ناديت اسما منقوصا، فللنحويّين فى يائه اختلاف، فمذهب سيبويه (¬2) إثباتها، لأنها احتمت بالنداء من التنوين، كما احتمت بالألف واللام (¬3) [وبالإضافة] ومذهب يونس بن حبيب حذفها، فعنده أنّ قولك:
يا قاض، أوجه من قولك: يا قاضى، قال: لأنّ باب النداء باب حذف وتغيير، فهو مما كثر فيه التخفيف، لكثرة استعماله، فلذلك اختصّ به الترخيم، واتّسع فيه حذف ياء الضمير، فى نحو: يا غلام {وَيا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي} (¬4) اكتفاء بدلالة الكسرة على الياء، ولم يخالف يونس سيبويه (¬5) في إثبات الياء من اسم الفاعل المصوغ من أرى يرى، إذا نودى، فكلاهما يقول: يا مرى، فيثبتها لئلاّ يجتمع على الاسم حذف عينه وحذف لامه، وقد جاء في هذا التركيب لغيّة، ردّوا فيها اللام، وهى لغة التقديم فيه والتأخير، وذلك قولهم: راء، مثل راع، أخّروا همزته، وقدّموا ياءه، فصارت ألفا، لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، فوزنه: فلع، قال كثيّر (¬6) عزة، أو غيره:
وكلّ خليل راءنى فهو قائل … من اجلك هذا هامة اليوم أوغد
¬_________
(¬1) مكانه فى هـ‍ بياض.
(¬2) إثبات الياء هو اختيار الخليل، حكاه سيبويه، ثم قوّى مذهب يونس الآتى. راجع الكتاب 4/ 184.
(¬3) ساقط من هـ‍، ولم يأت هذا التعليل جميعه فى الكتاب.
(¬4) سورة هود 89.
(¬5) هو قول الخليل ويونس، حكاه سيبويه، ولم يقيّدا إثبات الياء فى هذا الموضع بالنداء، بل أطلقاه فى الإخبار. راجع الموضع المذكور من الكتاب.
(¬6) ديوانه ص 435،436، والكتاب 3/ 467، والكامل ص 806،1295، والحلبيات ص 47، وحماسة ابن الشجرى ص 510، واللسان (رأى). وقوله: هذا هامة اليوم أو غد: أى يموت فى يومه أو فى غده، حزنا وأسفا. وأصل الهامة فيما تزعم الأعراب: طائر يخرج من رأس الميت. النكت فى تفسير كتاب سيبويه ص 938.

الصفحة 202