كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

المجلس الثامن والأربعون
يتضمّن ذكر حذف الهمزة لاما، وما يتّصل به
قد انقضى ذكر حذف الهمزة عينا، وأمّا حذفها لاما، فقد حذفوها من مصدر سؤته، فقالوا: سواية، بوزن فعاية، وأصله سوائية (¬1)، فعالية.
وحذفوها من «أشياء» فى قول أبى الحسن الأخفش وقول الفراء (¬2)، اتّفقا على أن أصلها أشيئاء، بوزن أفعلاء، فحذفت الهمزة التى هى لام، فوزنها الآن: أفعاء، فعورضا بأنّ الواحد مثاله فعل، وليس قياس فعل أن يجمع على أفعلاء، فاحتجّا بقولهم فى جمع سمح: سمحاء (¬3)، وروى عن الفرّاء أنه قال: أصل شيء شيّئ، كهيّن، وخفّف كما خفّف هيّن، /إلا أنّ شيئا ألزم التخفيف، ولمّا كان أصله
¬_________
(¬1) ذكره أبو زيد فى (كتاب مسائية) الملحق بالنوادر ص 565، قال: «يقال: سؤته مساءة ومسائية وسوائية». وانظر الكتاب 4/ 379، والتكملة ص 109، والمنصف 2/ 91،3/ 68، والممتع ص 514،518.
(¬2) راجع معانى القرآن، له 1/ 321، والكتاب 3/ 564،4/ 380، والمقتضب 1/ 30، وشرح الملوكى ص 373 - 380، ومعانى القرآن للزجاج 2/ 212، وإعراب القرآن للنحاس 1/ 521، والإنصاف ص 812، والمنصف 2/ 94 - 101، والممتع ص 513 - 517، وشرح الشافية 1/ 21 32، والدرّ المصون 4/ 434 - 440، وقد لخّص السّمين الكلام فى هذه المسألة تلخيصا جيدا، واللسان (شيأ).
(¬3) فى هـ‍: «أسمحاء» وهو خطأ، لعل الذى أوقع فيه ما يوهمه السّياق من التنظير بالوزن «أفعلاء». ووجه التنظير كشفه أبو البركات الأنبارى، فقال فى الإنصاف ص 813: «وأما أبو الحسن الأخفش فذهب إلى أنه جمع شيء بالتخيف، وجمع فعل على أفعلاء، كما يجمعونه على فعلاء، فيقولون: سمح وسمحاء، وفعلاء نظير أفعلاء، فكما جاز أن يجيء جمع فعل على فعلاء جاز أن يجيء على أفعلاء لأنه نظيره». وانظر ما يأتى قريبا عن أبى على، ثم انظر اللسان (شيأ-سمح).

الصفحة 205