كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

{وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} (¬1) أى المفسدين من المصلحين، ومنه قول الآخر:
إن تبخلى يا جمل أو تعتلّى … أو تصبحى فى الظاعن المولّى (¬2)
أراد: فى الظاعنين المولّين.
وأمّا ما حذف من الهمزات المزيدة، فهمزة أفعل، نحو أكرم وأحسن، إذا اجتمعت فى المضارع مع همزة المتكلّم، كقولك: أنا أكرم وأحسن، وقد قدمت ذكر ذلك فى غير موضع.
وقد حذفت الهمزة حذفا مطّردا، زائدة وأصليّة، وذلك إذا وقعت بعد حرف ساكن، فأهل التخفيف يلقون حركتها على الساكن، فالزائدة كهمزة أفعل، نحو أحسن وأكرم، تقول: قد حسنت إليك، وقد كرمتك، كقراءة من قرأ: «قد فلح المؤمنون» (¬3)، {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ} (¬4).
فأما الأصليّة فيقع بها الحذف فاء وعينا ولاما، فالفاء كهمزة أب وأرض، تقول:
من بوك؟ وكم رضك جريبا؟ ومثله فى التنزيل: «يريد أن يخرجكم من رضكم» (¬5) - «وبالآخرة هم يوقنون» (¬6) ومنه قراءة من قرأ: «عادلّو لى» (¬7)
¬_________
(¬1) سورة البقرة 220.
(¬2) تقدم فى المجلس الثامن.
(¬3) أول سورة المؤمنون. وتقدم تخريج هذه القراءة فى المجلس السابق.
(¬4) سورة آل عمران 110.
(¬5) سورة الأعراف 110، والشعراء 35، وقد جاءت الآية محرّفة فى كلتا النسختين، ففى الأصل «ليخرجوكم من رضكم»، وفى هـ‍ «ليخرجنكم من رضكم».
(¬6) الآية الرابعة من سورة البقرة.
(¬7) سورة النجم 50، وهذه قراءة نافع وأبى عمرو، وكذلك قرأ بها أبو جعفر ويعقوب، وقد ضعّفها مكّى، وقال: إن بعضهم عدّها من اللحن، وذكر علّة ذلك. الكشف عن وجوه القراءات 1/ 92، والتبصرة ص 687، وانظر أيضا الخصائص 3/ 91، ومعانى القرآن للفراء 3/ 102، وللزجاج 5/ 77، والنشر 1/ 410، وإرشاد المبتدى ص 573، وشرح الشافية 3/ 51.

الصفحة 213