كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

لو ظهرت، فكأنه على هذا [المثل (¬1)] قال: وليت شرّك مرتو عنى، فمرتو فى هذا التقدير على ما يستحقّه من إسكان يائه، لكونه خبرا لليت، وعلى مذهب أبى عليّ فى كون مرتو خبرا لكان/أو لليت، يجوز فى الماء الرفع، ورفعه بتقدير حذف مضاف، أى ما ارتوى أهل الماء، كما جاء: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} (¬2) أى أهل القرية، و {حَتّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها} (¬3) أى يضع أهل الحرب أسلحتهم، ومن كلامهم: «صلّى المسجد» (¬4) أى أهل المسجد، و «ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم» (¬5) يريدون ماء السماء.
وقد كثر حذف المضاف جدّا، ممّا يشهد فيه ما أبقى على ما ألقى، كقول المرقّش:
ليس على طول الحياة ندم (¬6)
أراد على فوت طول الحياة، وكقول الأعشى (¬7):
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا
أراد اغتماض ليلة أرمد، وأضاف الاغتماض المقدّر إلى الليلة، كما أضيف المكر
¬_________
(¬1) ليس فى هـ‍، والأشباه.
(¬2) سورة يوسف 82.
(¬3) الآية الرابعة من سورة محمد صلّى الله عليه وسلم.
(¬4) كتاب الشعر ص 243.
(¬5) سبق فى المجلس الثامن. وهو فى مجاز القرآن 1/ 186، والمذكر والمؤنث لابن الأنبارى ص 368، واللسان (سما).
(¬6) تقدم تخريجه فى المجلس الثامن. وانظر لحذف المضاف كتاب الشعر ص 333،367، وفهارسه ص 669، والمغنى ص 623.
(¬7) ديوانه ص 135، مطلع قصيدته فى مدح النبى صلّى الله عليه وسلم، وتمام البيت فى الديوان: وعادك ما عاد السّليم المسهّدا ويروى: وبتّ كما بات السليم المسهّدا وسيأتى قريبا، وأنشده ابن الشجرى فى المجلس الثالث والثمانين. وانظر المحتسب 2/ 121، والخصائص 3/ 322، وشرح المفصل 10/ 102، والمغنى ص 624، وشرح أبياته 7/ 301، وشرح الشواهد للعينى 3/ 57، والهمع 1/ 188.

الصفحة 22