كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

/و «ما» فى قوله: «ما ارتوى» مصدريّة، وأبو طالب (¬1) العبدىّ لم يعرف فى هذا البيت إلا نصب الماء، ولم يتّجه له إلا إسناد ارتوى إلى مرتو، وذلك أنه قال:
معنى ما ارتوى الماء مرتو: ما شرب الماء شارب.
ثم قال: وأمّا ما ذكره الشيخ أبو على من قوله: وإن حملت العطف على كان، كان «مرتو» فى موضع نصب، وإن حملته على ليت، نصبت قوله:
«وشرّك» ومرتو مرفوع، فكلام لم يفسّره رحمه الله.
ثم قال: ومرّ بى بعد هذا فى تعليقى، كلام للشيخ أبى علىّ، أنا حاكيه على الوجه، وهو أنه أورد البيت، ثم قال بعد ايراده: ليت محمول على إضمار (¬2) الحديث، وكفافا: خبر كان، فأمّا قوله: «وشرّك عنّى ما ارتوى الماء مرتوى» فقياس من أعمل الثانى أن يكون «شرّك» مرتفعا بالعطف على كان، ومرتو فى موضع نصب، إلا أنه أسكن فى الشعر، مثل:
كفى بالنّأى من أسماء كافى (¬3)
ومن أعمل الأول نصب «شرّك» بالعطف على ليت، ومرتو فى موضع رفع، لأنه الخبر، وما ارتوى الماء: فى موضع نصب، ظرف، يعمل فيه مرتو، هذا ما ذكره أبو على.
ثم قال العبدىّ: وقد تقدّمت مطالبتى بفاعل ارتوى، وإذا ثبت ما ذكرته، علم أن الأمر على ما قلته، والمعنى عليه لا محالة، انتهى كلام العبدىّ.
¬_________
(¬1) هو أحمد بن بكر، أخذ عن السيرافى والرمانى، وصحب أبا على، واعتنى بكتابه «الإيضاح» وشرحه شرحا شافيا كافيا. توفى سنة (406). نزهة الألباء ص 336، وإنباه الرواة 2/ 386، وانظر مقدمة كتاب الشعر ص 7.
(¬2) فى هـ‍: أصاب الحديث.
(¬3) تقدم قريبا.

الصفحة 24