كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 2)

[الجواب عن] المسألة السابعة
وأمّا قول الشاعر:
وبعد غد يا لهف نفسى من غد … إذا راح أصحابى ولست برائح
فالعامل فى الظرف المصدر الذى هو اللهف، وإن جعلت «من» زائدة، على ما كان يراه أبو الحسن الأخفش من زيادتها فى الواجب (¬1)، وعليه حمل قوله تعالى:
{فَكُلُوا مِمّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} (¬2) وقوله: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ} (¬3) فالتقدير فى هذا القول: يا لهف نفسى غدا، فإذا قدرت هذا جعلت إذا بدلا من غد، فهذان وجهان واضحان.
ولك وجه ثالث، وهو أن تعمل فى «إذا» معنى الكلام، وذلك أن قوله:
«يا لهف نفسى» لفظه لفظ النداء، ومعناه التوجّع، فإذا حملته على هذا، فالتقدير: أتأسّف وأتوجّع وقت رواح أصحابى وتخلّفى عنهم.
...
¬_________
(¬1) فى مطبوعة الأمالى «الموجب» ومثله فى الأشباه. والذى فى الأصل وهـ‍ مثله فى الأزهية ص 235، ورصف المبانى ص 325، وشرح المفصل 8/ 13، وانظر الشعر صفحات 225،444، 468، ورأى الأخفش هذا ذكره فى معانيه ص 99،254، فى آية البقرة (61) والمائدة (4).
(¬2) سورة المائدة 4.
(¬3) سورة النور 30.

الصفحة 28